حذر رئيس أبحاث أسهم الطاقة في بنك "جي بي مورغان" في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، كريستيان مالك، الأسواق من أن الارتفاع الأخير في أسعار خام برنت قد يستمر صعودًا إلى 150 دولارًا للبرميل بحلول عام 2026، وفقًا لتقرير بحثي جديد نشرت "أويل برايس" الأميركية مقتطفات منه يوم الأحد.
وقد تناول تحذير البنك الاستثماري الأميركي بشأن سعر 150 دولارًا العديد من العوامل المحفزة، بما في ذلك صدمات القدرات الإنتاجية لدى الشركات والدول ودورة الطاقة الحالية التي تدفع الشركات بعيداً عن الاستثمار في الوقود الأحفوري.
ولا يستبعد محللون في حال تواصل ارتفاع أسعار الخامات البترولية إلى هذه المستويات العالية، أن يصبح النفط "الحصان الأسود" في الانتخابات الأميركية في العام المقبل، لأنه سيعني فشل إدارة الرئيس جو بايدن في مكافحة التضخم.
وظل التضخم في الولايات المتحدة أعلى كثيراً من عتبة 2% التي يستهدفها البنك المركزي الأميركي، وهو عند مستوى يقدر بنحو 3.7% في أغسطس/آب الماضي.
ومن المتوقع أن يصل معدل التضخم الأساسي لعام 2023 إلى 4.3%. وفي حال حدوث ذلك سيحتاج بنك الاحتياط الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى لخفض التضخم، مما يتسبب في تدهور النمو الاقتصادي بمعدلات أكثر قسوة مما كانت تأمله إدارة بايدن.
وترى مجلة "فوربس" في تحليل، أن التضخم وأسعار البنزين سيكونان من بين القضايا الرئيسية في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وقد يهاجم الحزب الجمهوري الرئيس بايدن ويتهمه بتسببه في التدهور الاقتصادي بالبلاد، إذا استمرت الأسعار في الارتفاع، وأدى الركود إلى ارتفاع معدلات البطالة.
وفي الآونة الأخيرة، ارتفعت أسعار النفط الخام على خلفية تخفيضات إنتاج "أوبك+"، بقيادة السعودية، والتي أخرجت بمفردها مليون برميل يومياً من السوق، تلاها حظر تصدير الوقود من روسيا.
وتزامنت زيادة الطلب على النفط الخام مع القيود المفروضة على العرض، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام والمساهمة في ارتفاع أسعار المستهلكين.
وحسب بيانات بلومبيرغ، تم تداول أسعار خام برنت حول 93.55 دولارًا بعد ظهر يوم الجمعة، لكن الخبير كريستيان مالك يتوقع أن تتراوح أسعار برنت بين 90 دولاراً و110 دولارات في العام المقبل، وحتى أعلى في عام 2025.
وقال مالك "ضعوا أحزمة الأمان الخاصة بكم، وتحسبوا من تخفيضات إنتاج أوبك ونقص الاستثمار في إنتاج النفط الجديد. وتوقع خبير "جي بي مورغان"، أن تنتج هذه العوامل "دورة فائقة يصعب التحكم بتداعياتها".
ولكن النفط من الصعب التحكم في مستقبل أسعاره بسبب أنه سلعة سياسية قبل أن تكون اقتصادية.
وكان مصرف "جي بي مورغان" الذي حذر من هذا الارتفاع الهائل في الأسعار، قد قال في فبراير/شباط من هذا العام، إنه من غير المرجح أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل هذا العام ما لم يكن هناك بعض الأحداث الجيوسياسية الكبرى التي هزت الأسواق.
ورأى المصرف أن "أوبك +" يمكن أن تضيف ما يصل إلى 400 ألف برميل يومياً إلى الإمدادات العالمية، مع احتمال تعافي صادرات النفط الروسية بحلول منتصف العام الجاري.
وفي ذلك الوقت، كان "جي بي مورغان" يقدر نمو الطلب من الصين بنحو 770 ألف برميل يومياً، وهو أقل مما كانت تقدره وكالة الطاقة الدولية وأوبك.
ويتوقع "جي بي مورغان"، الآن أن يصل اختلال التوازن بين العرض والطلب العالمي إلى 1.1 مليون برميل يومياً في عام 2025، لكنه سينمو إلى 7.1 ملايين برميل يوميًا في عام 2030 مع استمرار الطلب القوي في مواجهة العرض المحدود.