أعلن فرع جهاز حرس المنشآت النفطية في جنوبي غرب ليبيا، اليوم الاثنين، عن إيقاف إنتاج النفط والغاز في عدد من حقول النفط، أبرزها الشرارة والوفاء والحمادة، بسبب رفض تلبية مطالب الحرس من قبل السلطات، وفقًا لبيان صادر عنه.
وأشار بيان صادر عن الفرع إلى أن الحقول التي تم إيقاف الإنتاج فيها هي حقل الوفاء وحقل الحمادة وحقل الخمسة وحقل البلاعة وحقل حزوة جنوب غربي ليبيا. وأضاف أن خمساً من دوريات حماية خطوط نقل النفط والغاز في المنطقة توقفت عن العمل أيضا.
وعن أسباب الإيقاف، أكد الفرع أنه خاطب رئيس الحكومة، ووزير الدفاع بالحكومة، والمجلس الرئاسي، ولجنة 5 + 5 العسكرية المشتركة، بضرورة "حل مشاكل فرع الجنوب الغربي، ولم يلتفت أحد الى مطالبنا"، موكدا أن قرار الإيقاف سيتسمر "إلى حين تلبية مطالبنا".
وأكدت مديرة مكتب الإعلام بحرس المنشآت النفطية آلاء الأدهم أن إيقاف حركة الإنتاج بدأت فعليا بتوقف الإنتاج في حقل الوفاء من قبل حرس المنشآت النفطية لفرع الجنوب الغربي، مضيفة أن حقل الشرارة طاولته عملية الإغلاق أيضا، رغم عدم وروده اسمه في البيان.
وأوضحت الأدهم في تصريح لـ"العربي الجديد" أن قرار الفرع جاء على خلفية مطالب لم تتجاوب معها السلطات، مضيفة أن المطالب تتعلق بصرف علاوات إضافية لرواتب أفراد الحرس، وصرف أرقام عسكرية لهم.
وأكدت الأدهم بدء إدارة جهاز حرس المنشآت اتصالات كثيفة مع قيادات اجتماعية في محاولة للوصول إلى اتفاق من أجل إعادة حركة الإنتاج في حقلي الوفاء والشرارة، قبل الاستمرار في عمليات الإغلاق.
بينما أكدت مصادر بالقطاع لـ"العربي الجديد" أن سبب التوقف يرجع إلى الخلاف الحاصل بين وزير النفط محمد عون ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، حيث أخذ الأخير جملة من القرارات لتغيير مجالس إدارة بعض الشركات النفطية من دون الرجوع للوزير. فيما يطالب وزير النفط بإقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط واصفاً تسمية رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في عام 2015 بغير القانونية.
وينتج حقل الحمادة 7 آلاف برميل يوميا، بينما ينتج حقل الوفاء 42 ألف برميل يوميا، أما حقل الشرارة فهو الأهم في منطقة الجنوب الغربي، إذ ينتج 289 ألف برميل يوميا.
ويدار حقل الشرارة النفطي بواسطة شركة أكاكوس، التي تتوزع أسهمها بين المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، وشركة ريبسول الإسبانية، وشركة توتال الفرنسية وشركة أو إم في النمساوية، ويقع حقل الشرارة في منطقة أوباري التي تبعد حوالى 850 كيلومترا جنوب طرابلس.
ويبلغ إنتاج ليبيا من النفط حتى صباح اليوم نحو 1.250 مليون برميل في اليوم، وتأمل المؤسسة الوطنية للنفط ضخ ما يصل إلى 1.45 مليون برميل في اليوم بحلول نهاية العام، غير أن نقص التمويل المخصص للصيانة والإصلاحات بسبب سنوات من عدم الاستقرار السياسي جعل من الصعب الحفاظ على الأصول.
ويسيطر قطاع النفط منذ ستينيات القرن الماضي على الأنشطة الاقتصادية المختلفة، حتى أصبح المصدر الرئيسي للدخل القومي في البلاد، إذ يوفر نحو 95% من الإيرادات المالية، حسب البيانات الحكومية، وكانت عائداته تتراوح سَنَوِيًّا بين 40 مليار دولار و45 مليارًا قبل عام 2013، وفقًا لتقارير سابقة للبنك الدولي.
وكان محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير قد قال أخيرا إن ليبيا تحتاج إلى إنتاج 1.7 مليون برميل يومياً لتحقيق الاستدامة المالية للدولة.
ووفق تقديرات صندوق النقد الدولي، فإن ليبيا تحتاج لأن يبلغ سعر برميل النفط 57 دولاراً لتحقيق التوازن المالي هذا العام، و70.3 دولاراً العام المقبل.
وتمتلك ليبيا أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في أفريقيا، حيث تبلغ 48.4 مليار برميل منذ عام 2013. ونفط ليبيا لم يصل إلى معدلاته الطبيعية نتيجة الإقفالات والاعتصامات المتكررة للحقول وموانىء تصدير النفط. وتؤكد بيانات لمصرف ليبيا المركزي أن خسائر الإقفالات غير القانونية للنفط بلغت 153 مليار دولار خلال السنوات السابقة.