يسعى النشطاء الفلسطينيون في حملة مقاطعة إسرائيل واللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، إلى الاستثمار بمخرجات المواجهة الأخيرة بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، والتي بدأت بالاعتداءات الإسرائيلية على المقدسيين والمواجهات عند درجات باب العامود في شهر رمضان، والحراك في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وما تبع ذلك من تصعيد عسكري في قطاع غزة واحتجاجات ومسيرات وحراك شعبي في الأراضي المحتلة عام 1948، والضفة الغربية.
الاستثمار الذي يعمل عليه نشطاء حركة "بي.دي.إس" BDS وحملات المقاطعة أدى إلى مزيد من المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الاحتلال في داخل الأراضي الفلسطينية، بعدما تم رصد تزايد أعداد الذين عزفوا عن شراء تلك المنتجات، وتعالي نداءات مقاطعة المنتجات.
من أمام مركز البيرة الثقافي في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية أطلقت حركة المقاطعة بالتعاون مع حملات المقاطعة المحلية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، حملة ميدانية في أسواق مدينتي رام الله والبيرة، للحديث مع التجار في المحال التجارية والباعة والمتسوقين، وتوزيع ملصقات ومنشورات توعوية.
يقول الناشط في المقاطعة فريد طعم الله لـ"العربي الجديد"، وقد كان منهمكاً في تقسيم المجموعات من أجل توزيعها على شوارع مدينتي رام الله والبيرة محملة بالملصقات: "إن أي تصعيد في الأحداث أو عدوان إسرائيلي كما حصل أخيراً، يجعل مشاعر الناس متقدة أكثر للانخراط في المقاطعة"، ويؤكد طعم الله أنه قد تم رصد إقبال كبير على المقاطعة والتطوع في حملات كذلك.
الاستثمار في هذا الجو هو ما يراه طعم الله ضرورة حالية، من أجل الانتقال من مجرد مشاعر، إلى عمل مستند إلى وعي ومعرفة وقناعة تامة بأهمية المقاطعة، وكما يقول: "المقاطعة الاقتصادية هي شكل مباشر لمقاطعة إسرائيل، وتجفيف منابعها وتقوية الاقتصاد الوطني الفلسطيني".
منسق حركة المقاطعة محمود نواجعة يرى في حديثه مع "العربي الجديد" أهمية في التوقيت الحالي لهذه الحملات التي بدأت في كل من مدن رام الله ونابلس وطولكرم بالضفة الغربية، وستنتقل قريباً إلى مدن جنين والخليل وبيت لحم بالضفة كاستكمال لكل النشاط السابق لحملات المقاطعة، فبرأيه "توجد حالة يجب استثمارها باتجاه استخدام كافة أشكال المقاومة للاحتلال، والمقاطعة جزء من منظومة المقاومة".
كما يرى نواجعة إمكانية استثمار الحالة لتعميق المقاطعة كثقافة وكشكل من أشكال العصيان المدني ورفض الاحتلال برفض منتجاته، إذ يقول: "هناك فرصة حالية، لأن هناك عزوفاً عن منتجات الاحتلال في المرحلة الراهنة حسب التجار والموزعين والموردين".
ويتابع نواجعة: "الهدف اليوم، تعميق هذا العزوف حتى الوصول إلى سوق فلسطينية خالية من منتجات الاحتلال".
ومن أجل ذلك والعمل على جعل العمل على المستوى طويل الأمد؛ يؤكد نواجعة أنه تم التنسيق بين المجموعات الشبابية والأفراد الذين كانوا ينشطون في هذا الإطار من أجل عمل تكاملي.
ويشير نواجعة إلى أن طريقة العمل ستنتقل خلال أيام، للانتقال من أواسط المدن إلى مراكز التسوق الكبيرة، والانتقال إلى الأرياف أيضاً.
وقد تم تقسيم المتطوعين والمتطوعات إلى مجموعات زارت المحلات التجارية لتشرح للبائعين والتجار أهمية الحملة، ولتقوم بإلصاق ملصقات تدعو للمقاطعة على عدد من المنتجات الإسرائيلية داخل تلك المحال، فضلاً عن وضع ملصقات على بوابات المحال وفي الشوارع.
لكن حسب فريد طعم الله، فإن من التحديات التي تواجه مثل هذه الحملات رفض بعض التجار للحملات وبالأخص وكلاء المنتجات الإسرائيلية وكبار التجار، لأن الحملة قد تتعارض مع مصالحهم، وأحياناً يرفض بعضهم الدخول إلى محالهم أو على الأقل يقومون بإزالة الملصقات بعد خروج النشطاء، لكن طعم الله يؤكد أن المشكلة الأهم تتمثل في الوكلاء أي موردي المنتجات، مشيرًا إلى أن نشاطات عديدة استهدفت مخازن وكلاء تلك المنتجات، وربما يتكرر ذلك مرات أخرى.