أعلنت حكومة الجزائر أن الإنتاج المحلي من الدواء يغطي 68% من الاحتياجات الأساسية للسوق المحلية بفعل تشجيع الاستثمارات الخاصة في هذه الصناعة، فيما تعمل الخطط الحكومية على استكمال توفير الاكتفاء الذاتي قريباً مع دخول بعض المصانع حيّز الإنتاج.
وقال وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، خلال جلسة استجواب نيابي في مجلس الأمة، إن القرارات الشجاعة التي اتخذتها الحكومة لرفع جميع العراقيل أمام المستثمرين الخواص في مجال صناعة الأدوية، ما سمح بتلبية ما يعادل 68% من احتياجات السوق المحلية من الأدوية.
وكشف الوزير عون عن وجود 169 مصنعاً في القطاع الخاص، عبارة عن استثمارات خاصة، إضافة إلى 4 مصانع تتبع المجمع الحكومي لصناعة الأدوية (صيدال) الذي تدعمه الحكومة بشدة، ليلتحق بالركب ويوفر أدوية في السوق الجزائري بجودة وأسعار في المتناول".
وأشار إلى أنه من مجموع 585 مشروعاً استثمارياً، جرت معالجة 90% من هذه الطلبات التي تضيف دعماً كبيراً للإنتاج الدوائي في الجزائر.
وكشف وزير الصناعة والصناعة الدوائية عن أن المجهود الحكومي يتوجه الآن لدعم وتشجيع إنشاء مصانع لإنتاج الأدوية الموجهة لمرضى السرطان، وقال إنه "تم تسهيل الأمور لبعض المستثمرين، حيث قمنا بتدشين ستة مصانع لإنتاج الأدوية المضادة للسرطان، بعضها دخل الإنتاج منذ شهر".
ولفت عون إلى أن التأخر المتعلق بإنتاج الأدوية المضادة للسرطان، التي تمثل النسبة الأكبر من الحاجيات الأساسية التي يجري توريدها من الخارج، مرتبط بكون أن "إنتاج هذا النوع من الأدوية حساس، لكونه يتطلب استعمال مواد كيميائية خاصة، تستدعي اتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة للحفاظ على صحة العاملين، ولذلك يأخذ الأمر بعض الوقت أمام هذه المصانع في عملية انطلاقها في الإنتاج".
ويعاني مرضى السرطان في الجزائر من مشكلات نقص الأدوية، حيث كان 50 نائباً في البرلمان يمثلون مختلف الكتل النيابية قد قدموا في سبتمبر/أيلول الماضي، استجواباً إلى رئيس الحكومة السابق أيمن بن عبد الرحمن، لمساءلته عن "الإجراءات العاجلة التي تنوي الحكومة اتخاذها لتوفير الأدوية الضرورية لعلاج مرضى السرطان وأدوية أخرى باتت مفقودة في السوق المحلية، والتي يعاني المرضى من أجل الحصول عليها".
وتتوافر الجزائر على 20 مركزاً متخصصاً لعلاج السرطان، 6 منها استثمارات خاصة و41 مصلحة و77 وحدة تقدم العلاج الكميائي.
ودُشّن الأسبوع الماضي مستشفى جديد لعلاج ورم السرطان في منطقة الجلفة وسط البلاد، التي تعدّ أكثر الولايات التي تشهد ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالسرطان يسمح باستيعاب عدد من المرضى من ولايات الجنوب، بدلاً من انتقالهم إلى العاصمة الجزائرية.