استمع إلى الملخص
- **جهود الإصلاح والتعويض:** أكد وزير النقل الفرنسي عودة القطارات للعمل بعد جهود مكثفة، مع تعويض المسافرين وتعزيز مراقبة الشبكة بواسطة ألف وكيل صيانة و250 عنصر أمن و50 طائرة بدون طيار ومروحيات.
- **تأثير الألعاب الأولمبية على الاقتصاد الفرنسي:** تعول فرنسا على الألعاب الأولمبية لضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد، مع بيع 9.3 ملايين تذكرة حتى الآن، مما يعزز التوقعات بزيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3 إلى 0.4% خلال الربع الثالث.
تتراكم خسائر التخريب في فرنسا التي طاولت مسارات القطار فائق السرعة، إضافة إلى استهداف كابلات الألياف الضوئية للاتصالات.
إذ لم تكد السلطات الفرنسية تعلن عن عودة القطارات فائقة السرعة إلى العمل بعد حرائق مقصودة أدت إلى توقف العديد من المسارات منذ يوم الجمعة الماضي، وإخلاء مطار بازل-ميلوز الجمعة "لأسباب أمنية"، حتى أتت ضربة أخرى، مع الإعلان يوم الاثنين عن أن شبكات الألياف الضوئية للعديد من شركات الاتصالات تعرضت لـ"التخريب" في ست مناطق بفرنسا لكن باريس لم تتأثر.
وتأتي هذه العمليات بالتزامن مع انطلاق الألعاب الأولمبية في باريس، وتعويل الاقتصاد الفرنسي على هذه الدورة لضخ مليارات الدولارات في اقتصاد ينجو بالكاد من الركود، وتم تقدير خسائر تخريب القطارات بملايين اليوروهات، فيما تأثر 100 ألف مسافر سلباً، وسيتم تعويضهم، ما يزيد من حجم الخسائر.
وتضاف إلى ذلك الخسائر المترتبة عن التخريب الذي طاول قطاع الاتصالات. ووفق موقع "لو باريزيان" الفرنسي، استهدفت أعمال التخريب العديد من مشغلي الهاتف في ستة أقسام خلال الليل من الأحد إلى الاثنين، وتأثر مستخدمو شبكات الاتصالات SFR وBouygues وFree، بالضرر.
ووفق المعلومات الحصرية للموقع، بين الساعة الواحدة صباحًا والثالثة من صباح الاثنين، أبلغت الشركة المشغلة SFR عن أعمال تخريب متزامنة في ست مقاطعات: هيرولت، وبوش دو رون، وواز، وميوز، ودروم، وأود.
ويتضمن ذلك قطع كابلات الاتصالات. فيما أكدت شركة "فري" لـ "لو باريزيان" وقوع حوادث مشابهة في أودي وهيرولت ومارن وميوز وبوش دو رون وفوكلوز. وأدت عمليات التخريب إلى انقطاعات طاولت عملاء الهاتف الثابت والمحمول، في العديد من المناطق الفرنسية، باستثناء باريس التي تستقبل الألعاب الأولمبية، حيث لم تتأثر بهذه العمليات.
وقال الادعاء يوم الأحد، إن تحقيقا فتح بالفعل بعد الحريق الذي اندلع في هوائي محول الهاتف بالقرب من تولوز خلال الليل من الخميس إلى الجمعة. وتأتي هذه الإجراءات بعد ثلاثة أيام من أعمال التخريب التي استهدفت العديد من منشآت السكك الحديدية، وجاءت الأعمال في شكل حرائق متعمدة، أضرمت بهدف الإضرار بمنشآت الخطوط السريعة.
انعكاسات التخريب في فرنسا
وقال وزير النقل الفرنسي باتريس فيرغريت إن جميع القطارات فائقة السرعة في فرنسا عادت للعمل بشكل طبيعي بحلول صباح الاثنين بعدما عمل مهندسو السكك الحديدية على مدار الساعة لإصلاح الأضرار.
وأكد الوزير لإذاعة "آر تي إل" أن تكلفة التخريب "من المرجح جدا" أن تصل إلى ملايين اليوروهات، بما في ذلك "الخسائر التجارية" و"تكاليف الإصلاح". فيما شرح فيرغريت، لموقع "ليبراسيون" الفرنسي أن 100 ألف شخص تأثروا في النهاية بتخريب خطوط القطار فائق السرعة خلال الليل من الخميس إلى الجمعة، وليس 800 ألف. وأضاف أن هؤلاء المسافرين "كثيرون منهم كانوا في إجازة، اضطروا إلى تأخير أو إلغاء رحلاتهم".
وأكد الوزير أنه سيتم تعويضهم بالكامل. وتمكن المستخدمون الآخرون البالغ عددهم 700 ألف "من إكمال رحلتهم". وأضاف الوزير للموقع ذاته، أنه لم يتم جرد التكلفة الإجمالية الناجمة عن عمليات التخريب المنسقة خلال الليل من الخميس إلى الجمعة، "ولكن من الواضح أن هذه ستكون مبالغ كبيرة بين "خسارة الإيرادات التجارية، من حيث سداد 100 ألف تذكرة والتعويض عن التأخير، ونفقات الإصلاح وتعزيز مراقبة الشبكة".
وأعلن الوزير عن "تقييم هذا الأسبوع" ووعد بأن هذه التكاليف لن يكون لها تأثير على أسعار تذاكر شركة القطارات السريعة. وتابع: "يقوم ألف وكيل صيانة و250 عنصر أمن للسكك الحديدية و50 طائرة بدون طيار ومروحيات بمراقبة 28 ألف كيلومتر من الشبكة حتى إشعار آخر". وأشار الوزير إلى أن المراقبة في إيل دو فرانس قد تم تعزيزها بالفعل لأنها كانت بالفعل موضوع "محاولات تخريبية" .
وقال إنه "يتم إنفاق 35 مليون يورو كل عام من قبل شركة SNCF لحماية الشبكة". وأعلن رئيس الوزراء غابرييل أتال أن هذه العمليات كانت "مجهزة ومنسقة".
ونقلت "لو موند" الفرنسية عن وزير الداخلية جيرالد دارمانين قوله إن السلطات تبحث في نظرية مفادها أن حركات يسارية متطرفة كانت وراء هجمات الجمعة. وعشية حفل الافتتاح، أعرب باتريك مارتن، رئيس منظمة ميديف التي تمثل أصحاب العمل في فرنسا وتضم 750 ألف شركة، عن اقتناعه بأنه ربما ليس على الفور، ولكن مع مرور الوقت، فإن دورة الألعاب الأولمبية في باريس سيكون لها "تأثير إيجابي للغاية على الاقتصاد الفرنسي، وعلى صورة فرنسا، وعلى الاقتصاد الفرنسي".
وتابع في حديث إلى موقع فرانس إنفو أنه على المدى الأقصر، "نحن مقتنعون بأن الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 0.3 إلى 0.4% ستتحقق خلال الربع الثالث"، مكرراً تقديرات المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية بالنسبة إلى تسجيل مبيعات التذاكر والإيرادات المرتبطة ببيع حقوق البث للألعاب الأولمبية. ويشارك في الألعاب الأولمبية نحو 10700 رياضي في الفترة من 26 يوليو/تموز إلى 11 أغسطس/آب.
وأدت الاستثمارات التي تم ضخها في قطاع البناء الفرنسي قبل الحدث إلى إنعاش الصناعة، فيما أدى العدد المرتفع من الزوار إلى زيادة الطلب والنشاط في قطاعات الخدمات. وببيع 9.3 ملايين تذكرة من أصل 10 ملايين حتى الآن، وأصبحت أولمبياد باريس 2024 أكثر الألعاب الأولمبية مبيعاً للتذاكر في تاريخ الحدث.
وتتراوح أسعار التذاكر من حوالي 97 دولارا إلى أكثر من 2900 دولار، كما اشترى حاملو التذاكر الأغلى سعرا حزمة تشمل الطعام مقابل 4200 دولار.