تتصاعد حدة التوتر بين "تسلا" Tesla و"الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة" NHTSA في الولايات المتحدة، التي أصبحت أكثر تشددا في استجواب الشركة الرائدة في مجال تصنيع السيارات الكهربائية حول قرارها بعدم إصدار استدعاء أثناء تحديث برنامج مهم يدخل في نظام تشغيل مركباتها.
وانفجرت الإشكالية بين الطرفين بعدما أجرت "تسلا" تحديثا لبرنامج "السائق الآلي" Autopilot الخاص بها في أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي بهدف تحسين قدرته على تحديد السيارات المتوقفة بحالات الطوارئ المتوقفة، فيما تقول الإدارة الرسمية الأميركية المعنية أن عيب الأمان كان يجب أن يؤدي إلى عملية استدعاء للسيارات، حتى لو تم التحديث "أونلاين" عبر شبكة الإنترنت.
وفي رسالة موجهة إلى مدير الجودة الميدانية في "تسلا" إيدي غيتس، قالت الوكالة إن "أي مصنّع يصدر تحديثا أونلاين للحد من عيب تصنيعي يشكل خطرا على سلامة المركبات، يتعيّن عليه أن يقدّم إشعار استدعاء مصاحب لهذه العملية في الوقت المناسب إلى إدارة السلامة المرورية"، حسبما أورد موقع "فورتشن" Fortune.
وفتح مسؤولو السلامة تحقيقا رسميا بشأن "السائق الآلي" الخاص بشركة "تسلا" في أغسطس/ آب الفائت، بعد سلسلة من الاصطدامات بسيارات متوقفة لأسباب تتعلق بحالات طارئة على الشوارع، وحصل ذلك 12 مرة مؤديا إلى إصابات وأضرار في المركبات.
غير أن المدير التنفيذي للشركة إلون ماسك تجاهل هذا التحقيق، معلنا بعد أيام أن "تسلا" ستطرح خيار القيادة الذاتية الكاملة لجميع المالكين، الشهر الماضي، وهي ميزة تتيح للسائقين رفع أيديهم عن عجلة القيادة بينما يقود "السائق الآلي" السيارة بنفسه حول شوارع المدينة باستخدام كاميراته فقط للتنقل داخل بيئة معقدة للغاية مع المشاة والحيوانات الأليفة وسائقي الدراجات والسيارات الأخرى.
ونظرا لكونه مجرّد أداة مساعدة وليس نظام قيادة ذاتيا حقيقيا، تظل المسؤولية في جميع الأوقات على عاتق السائق في حال وقوع حادث بدلا من رميها في وجه "تسلا".
وجاء التصعيد بين "تسلا" وإدارة السلامة المرورية في أعقاب جدل ساخن ساد في وقت سابق من العام الحالي، عندما سحبت "تقارير المستهلك" تصنيفات السلامة الخاصة بها من بعض طرازات "تسلا"، وأزال "معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة" IIHS تصنيفها "Top Safety Pick Plus".
وجاء كلا القرارين بعدما توقفت إدارة السلامة المرورية عن إعطاء الطرازين "3" و"واي" وY علامات الاختيار على موقعها على الإنترنت للحصول على تحذير من الاصطدام الأمامي، والفرملة التلقائية في حالات الطوارئ، والتحذير من مغادرة المسار، ودعم الفرامل في حالات الطوارئ.
ووفقاً لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية، يغطي التحقيق 765 ألف سيارة تقريباً، أي كل ما باعته "تسلا" في الولايات المتحدة منذ بداية العام 2014.
وسبق للوكالة أن حددت 12 حادثا منذ العام 2018، أصابت خلالها ميزة السائق الآلي، أو ميزة التعرّف إلى الإرشادات المرورية المعروفة اختصاراً باسم TACC، المركبات بأضواء وامضة أو مشاعل أو لوحة سهم مضاءة أو مخاريط تحذر من المخاطر.