استمع إلى الملخص
- انتعاش الأسواق المالية في 2023، بقيادة مؤشرات كبرى مثل ناسداك وستاندرد أند بورز، يعكس تحولاً إيجابياً بعد انخفاض في ثروات الأثرياء خلال 2022 بسبب الأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية المتقلبة.
- تزايد الثروة يثير نقاشات حول العدالة الضريبية، مع ضغوط من البرازيل وفرنسا على مجموعة العشرين لفرض ضريبة ثروة عالمية على الأغنياء، في مواجهة تحديات التوصل إلى إجماع دولي ومعارضة من دول مثل الولايات المتحدة.
أظهرت دراسة، نشرت اليوم الأربعاء، أن العالم لم يشهد سابقاً هذا العدد الكبير من الأثرياء وأن استثماراتهم في أسواق الأسهم الصاعدة جعلتهم أكثر ثراء من أي وقت مضى. فعدد "الأفراد ذوي الثروات العالية" (HNWI/ high net worth individuals)، الذين يُعرّفون بأنهم الأشخاص الذين لديهم أصول سائلة لا تقل عن مليون دولار، زاد بنسبة 5.1% إلى 22.8 مليون شخص في 2023 مقارنة بالعام السابق، وفقاً للدراسة التي أعدتها شركة "كابجيميني" (Capgemini) الاستشارية.
وبلغ إجمالي ثروات هذه الفئة من الأثرياء 86.8 تريليون دولار عام 2023، بزيادة 4.7% عن العام السابق، وفقاً لتقرير الثروة العالمية السنوي (World Wealth Report). ويُعد عدد الأثرياء وإجمالي ثرواتهم هو الأعلى منذ أن بدأت "كابجيميني" إجراء هذه الدراسة السنوية عام 1997.
وزادت ثروات هؤلاء مع صعود مؤشرات أسواق الأسهم، حيث ارتفع مؤشر ناسداك في نيويورك 43% عام 2023، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 ذو القاعدة العريضة بنسبة 24%. ونما مؤشر كاك الفرنسي 40 في باريس بنسبة 16%، بينما تقدم مؤشر داكس في فرانكفورت 20%.
كما أفاد التقرير بأن عدد الأثرياء وثرواتهم كان قد انخفض بأكثر من 3% عام 2022، مقارنة بعام 2021، لأن 2022 اعتُبر عاماً من عدم اليقين على مستوى الاقتصاد الكلي والتوترات الجيوسياسية. وكان الانخفاض في ثرواتهم هو الأكثر حدة منذ عقد من الزمن مع انخفاض الأسهم.
لكن معدّو التقرير قالوا: "لكن عام 2023 جلب نمواً اقتصادياً وحسن حظوظ قطاعات الاستثمار الرئيسية لعكس اتجاه الانخفاض، وعلى الرغم من عدم اليقين المستمر بشأن أسعار الفائدة وارتفاع عائدات السندات، ارتفعت الأسهم جنباً إلى جنب مع سوق التكنولوجيا، مدفوعة بالحماسة للذكاء الاصطناعي التوليدي وتأثيره المحتمل على الاقتصاد".
وأدى تزايد الثروة وعدم المساواة في العالم إلى إثارة المناقشات حول إجبار الأغنياء على دفع نصيبهم العادل من الضرائب. وضغطت البرازيل وفرنسا على دول مجموعة العشرين لوضع حد أدنى من ضريبة الثروة العالمية على أغنى أغنياء العالم، وهو تدبير أيضاً بحثته قبل أيام مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، ولا يزال قيد النقاش الجاد رغم صعوبة التوصل إلى إجماع عليه بسبب المعارضة الشديدة التي يلقاها خصوصاً من الولايات المتحدة.
(فرانس برس، العربي الجديد)