رجل الأعمال الجزائري ماليك ربراب... وريث إمبراطورية "الزيت والسكر" في مهمة صعبة

28 يونيو 2022
ماليك ربراب يواجه تحديات عديدة (إنترنت)
+ الخط -

فاجأ رجل الأعمال الجزائري، يسعد ربراب، صاحب ثاني أكبر ثروة في الشرق الأوسط، حسب تصنيف "فوربس" لسنة 2022، الرأي العام في البلاد بإعلانه عن تنحيه من على رأس مجلس إدارة أكبر مجمع صناعي في القارة الأفريقية "سيفيتال"، نهاية شهر يونيو/ حزيران الحالي عن عمر يناهز 78 عاما، وتحويل قيادة المجمع إلى ابنه "ماليك".
وبذلك ينتهي عصر استمر ثلاثة عقود، تقدم فيه "محتكر" إنتاج السكر والزيت في الجزائر، المشهدين الاقتصادي والسياسي، على السواء، بخصوماته المتتالية مع نظام الرئيس السابق، الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وتبدأ مرحلة جديدة يُنتظر أن يُقلص فيها الوريث ماليك ربراب المسافة مع النظام السياسي الحالي ويسابق عقارب الزمن من أجل إعادة هيكلة المجمع الاقتصادي الذي يقدر حجمه بأكثر من 5 مليارات دولار.

ويأتي ذلك وسط متغيرات سياسية واقتصادية ضخمة في البلاد، خلال الفترة الأخيرة.

المالك الجديد
يعد ماليك صاحب 47 ربيعا، أحد أبناء رجل الأعمال يسعد ربراب الخمسة (عمر، ماليك، سليم، ياسين، ليندة). وحسب المعلومات التي حصل عليها "العربي الجديد"، فإن ماليك يحوز 12.5 بالمائة من رأسمال مجمع "سيفيتال" الذي يضم 26 فرعا، موزعة بين صناعة زيوت المائدة والسكر والعصائر والعجائن، والنقل والمساحات التجارية وصناعة الأجهزة الإلكترونية المنزلية، والزجاج والألمنيوم، بأكثر من 13 ألف عامل.

تلقى ماليك ربراب جل تعليمه مثل إخوته في فرنسا، حتى التخرج من معهد "جامعة لندن" فرع "باريس" تخصص مالية وتسيير، وبعد تخرجه اشتغل، في شركة "XEROX" في المغرب، ثم عمل مسؤولاً تجارياً في مكتب "Loys & M" في فرنسا، قبل أن يدخل المجمع الذي أنشأه والده "يسعد ربراب" سنة 1999، كمدير عام مساعد مكلف بمراقبة الأنشطة التجارية إلى غاية 2004، حيث عين مدير عام مساعدا مكلفا بالإنتاج.
في سنة 2014 قرر رجل الأعمال أو "إمبراطور الزيت والسكر" كما يلقبه الجزائريون، يسعد ربراب، ترقية ماليك لمنصب مدير عام لمجمع "سيفيتال" نظير النجاح الذي سجله المجمع في الأسواق الجزائرية باستحواذه 90 بالمائة من سوق السكر و70 بالمائة من سوق زيوت المائدة في البلاد، بالإضافة إلى اقتحام المجمع مجال بيع السيارات بعدما أصبح الممثل الحصري لعلامة "كيا" الكورية الجنوبية، إلى غاية 2017.

حسب مصادر من محيط العائلة، رفضت ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد"، فإن ماليك تنتظره مهمتان، الأولى هي تقريب المسافة بين عائلة ربراب والنظام السياسي


ليعود ماليك إلى الواجهة شهر أبريل/نيسان 2019، بعد سجن والده وشقيقه الأكبر "عمر"، بتهم تتعلق بالتهرب الضريبي والجمركي، حيث عينه والده رئيس مدير عام بالنيابة للمجمع إلى غاية خروجه من السجن مطلع 2020.

المصالحة مع النظام
حسب مصادر من محيط العائلة، رفضت ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد"، فإن ماليك تنتظره مهمتان، الأولى هي تقريب المسافة بين عائلة ربراب والنظام السياسي، فعكس ما كانت تتوقعه العائلة، فإن مشاكلها مع النظام السياسي والمؤسسة العسكرية في الجزائر لم تنته بسقوط نظام "عبد العزيز بوتفليقة" بعد الحراك الشعبي سنة 2019، بل امتدت المشاكل إلى يومنا هذا، بدليل تضاعف عدد المشاريع المجمدة والمعطلة لمجمع "سيفيتال" في عهد الرئيس الحالي عبد المجيد تبون.

كما منعت الحكومة المجمع من تصدير المواد المدعمة أي الزيت والسكر مطلع السنة الحالية، وهو ما دفع بالابن ماليك للتوسط بين أبيه والنظام، وكان غلق جريدة "ليبرتي" الناطقة بالفرنسة المحسوبة على المعارضة المملوكة لمجمع "سيفيتال"، قبل 3 أشهر، مؤشرا على تغيُر موازين القوى داخل عائلة ربراب، لصالح الأبناء، الذين أقنعوا يسعد بالتنحي من تسيير المجمع بعد 30 سنة من إنشائه، فيما تبقى المهمة الثانية لماليك هي إعادة هيكلة المجمع الذي تقدر قيمته السوقية بـ 5.2 مليارات دولار سنة 2022 حسب مجلة "فوربس".