تتجه روسيا إلى تصدير منتجاتها الزراعية، وخاصة القمح، إلى "الدول الصديقة فقط"، وذلك بعدما بدأت، الجمعة، تطبيق قرار بيع الغاز لـ"الدول غير الصديقة" بالروبل الروسي.
وأكد دميتري ميدفيديف الذي يشغل الآن منصب نائب الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، في إعلان على وسائل التواصل الاجتماعي الجمعة، أن روسيا، وهي مُصدر رئيسي للقمح في العالم، قد تقصر بيع إمدادات المنتجات الزراعية على الدول "الصديقة" فقط، وذلك وسط العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب غزو أوكرانيا.
وقال إنه يود أن يوضح "بعض النقاط البسيطة، ولكنها مهمة، حول الأمن الغذائي في روسيا" في ضوء العقوبات المفروضة.
وذكر ميدفيديف "سنقوم فقط بتوريد المنتجات الغذائية والزراعية لأصدقائنا. لحسن الحظ، لدينا الكثير منهم وهم ليسوا في أوروبا أو أميركا الشمالية على الإطلاق".
وروسيا بالفعل مورد رئيسي للقمح لأفريقيا والشرق الأوسط، ويعد الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا المنافسين الرئيسيين لها في تجارة القمح، وفق رويترز.
وأكد ميدفيديف أن الأولوية في الإمدادات الغذائية ستكون للسوق المحلية. وتستخدم روسيا حصص تصدير الحبوب والضرائب منذ عام 2021 في محاولة لاحتواء ارتفاع تضخم أسعار الغذاء المحلية. وقال ميدفيديف إن الإمدادات الزراعية "للأصدقاء" ستكون بالروبل وبعملاتهم الوطنية بنسب متفق عليها.
ويمكن أن تختلف عملة الدفع بالفعل في كل عقد لتصدير الحبوب وفقا لاحتياجات المشترين والبائعين. وشرح ميدفيديف أن روسيا حظرت معظم واردات الغذاء الغربية في 2014 عندما ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، لكنها قد توسع القائمة أكثر الآن.
وبموازاة هذا الإعلان، أعلن الكرملين أنه لن يوقف صادرات الغاز إلى أوروبا اعتباراً من الجمعة، حيث تأتي مدفوعات التسليم المستحقة بعد الأول من إبريل/ نيسان في النصف الثاني من هذا الشهر، وكذا في شهر مايو/ أيار.
وبموجب مرسوم بوتين، يجب على المشترين الأجانب للغاز الروسي فتح حسابات بالروبل في "غازبرومبنك" اعتباراً من الجمعة، حتى يمكن تحويل العملات الأجنبية إلى روبل. وتصف الحكومات الأوروبية قرار بوتين بأنه انتهاك غير مقبول لعقود الغاز.
وأثارت الخطوة ذعراً في أوروبا التي تعتمد على روسيا في أكثر من ثلث إمداداتها من الغاز، حيث إن الشركات التي تشتري الغاز الروسي تستخدمه لتوليد الكهرباء للصناعة وتدفئة المنازل.
وأوضح ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في حديث نقلته "رويترز"، أنه من الواضح تماماً أن المزيد من المعاملات ستُجرى باستخدام العملة الوطنية بدلاً من اليورو والدولار. وأكد أن قرار بوتين تبديل عملة الدفع النهائي لإمدادات الغاز إلى الروبل أمر لا رجوع فيه. وقال إن روسيا قد تتخلى في مرحلة ما عن طلب الروبل إذا تغيرت الظروف، ولكن "حالياً، يعتبر الروبل هو الخيار الأفضل والأكثر موثوقية بالنسبة لنا".
وقالت شركة غازبروم الروسية إنها بدأت، الجمعة، في إخطار العملاء بطلب تحويل عملة السداد النهائي إلى روبل. وأضافت أنها لا تزال شريكاً مسؤولاً وتحافظ على إمدادات غاز آمنة.