روسيا تتجه لخسارة معركة الغاز مع أوروبا ... خزانات ممتلئة والأسعار في أدنى مستوياتها

يتوقع خبراء أن تخسر روسيا سلاح الغاز الطبيعي في حربها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي بسبب الشتاء الدافئ هذا العام وارتفاع حجم المخزونات الأوروبية من الغاز إلى نسبة قياسية بلغت 83%.

وتراجعت المخاوف لدى الدول الأوروبية من انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن تخفيضات صادرات الطاقة الروسية التي ترعب الساسة في النصف الثاني من العام الماضي. ويقول خبراء في الطاقة إنه ربما سيكون أمام موسكو التوجه شرقاً نحو الصين لتعويض جزء من خسارتها لإمدادات الغاز الأوروبي في المستقبل وسط شحنات الغاز المسال التي تتدفق على الدول الأوروبي.

ولكنهم يرون أن مشاريع بناء شبكة غاز أرضية لنقل الغاز الروسي إلى الصين ستكون مكلفة مالياً لموسكو وتحتاج إلى تقنيات غربية، بينما تواجه روسيا العقوبات الاقتصادية القاسية.

تمكنت دول الاتحاد الأوروبي في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني من خفض استهلاك الغاز الطبيعي وتخزين المزيد من الوقود

وحسب وكالة الطاقة الدولية، تمكنت دول الاتحاد الأوروبي في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني من خفض استهلاك الغاز الطبيعي وتخزين المزيد من الوقود لأشهر الشتاء. وفي الوقت نفسه سمح تراجع الطلب الصيني بسبب تعطيل جائحة كورونا لناقلات الغاز الطبيعي المسال المتجهة إلى آسيا بتوجيه شحناتها إلى دول الكتلة الأوروبية. 

في هذا الصدد، قال محلل الطاقة الفرنسي تييري بروس إن أوروبا مستعدة بشكل أفضل لمواجهة سلاح الطاقة الروسي مما كانت عليه في يناير/ كانون الثاني 2022، عندما كانت سعة تخزين الغاز تبلغ نسبة 54% فقط. ومن الدلائل على أن أوروبا اقتربت من الاستغناء عن الغاز الروسي التراجع الكبير في أسعار الغاز ببورصة روتردام الهولندية.

طاقة

التحديثات الحية

أوروبا تقترب من الاستغناء عن غاز روسيا ... وموسكو أمام ازمة أسواق

وحسب بيانات صحيفة "ذا غارديان البريطانية"، تراجعت الأسعار الأوروبية للغاز لعقود فبراير/شباط بنسبة 4.3%، أمس الثلاثاء، لتصل إلى 73.7 يورو لكل ميغاواط/ ساعة.

وهذه المستويات السعرية أقل بكثير من الأسعار التي كانت تزيد عن 300 يورو للميغاواط في الساعة في الخريف الماضي. كما أنها أيضًا أقل من المستويات التي شوهدت قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار الباهظة بالفعل.

من جانبها، قدرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الصادر في ديسمبر/ كانون الأول، تراجع عجز الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي في العام الجاري 2023 إلى 57 مليار متر مكعب، أو ما يقرب من 15 في المائة من الطلب المتوقع، على الرغم من أنها قالت إن التدابير التي يتم تنفيذها في دول الكتلة الأوروبية حاليًا والتي من بينها توليد الطاقة من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الجديدة ربما ستخفض العجز الأوروبي في الطاقة إلى 27 مليار متر مكعب فقط في العام الجاري.

وكالة الطاقة الدولية: أوروبا لن تواجه أزمة في الغاز في العام 2023، حتى لو خفضت روسيا صادراتها إلى الصفر

وحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن أوروبا لن تواجه أزمة في الغاز في العام الجاري 2023، حتى لو خفضت روسيا صادراتها إلى الصفر، ولكنها ربما تواجه نقصاً في حالة واحدة وهي تعافي الاقتصاد الصيني تماماً من جائحة كورونا وعودته إلى النمو الطبيعي.
وقالت شركة غازبروم الروسية العملاقة للطاقة، يوم الاثنين، إن صادرات الغاز من شركة غازبروم الروسية العملاقة إلى الاتحاد الأوروبي وسويسرا تراجعت بنسبة 55% خلال العام الماضي.