روسيا تشرع في بناء السفن لتشغيل ممر "الشمال - الجنوب"

قدّر نائب مدير عام الشركة الروسية المتحدة لبناء السفن، ديفيد أداميا، أنّ خدمة ممر النقل الدولي "الشمال - الجنوب" المنافس لقناة السويس وتشغيله بلا انقطاع، يتطلبان ما لا يقل عن 45 ناقلة حاويات من حجم سفن البضائع من نوع "فولغو-دون ماكس"، موضحاً في الوقت نفسه أنه من المخطط حالياً بناء نصف هذا العدد أو 25 سفينة. 

وإلى جانب 25 ناقلة حاويات، تلقت الشركة طلب بناء عشر ناقلات سوائب وخمس ناقلات كيميائيات، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 90 سفينة من فئات مختلفة في حال توفر التمويل المدعم (التأجير)، ما يعني أنّ حقيبة الطلبيات الأولية لممر "الشمال - الجنوب" تبلغ 130 سفينة. 

وأضاف أداميا، وفق ما نقلته عنه صحيفة "إر بي كا" الروسية، اليوم الأربعاء، أنّ "هؤلاء هم فقط المشترون الروس، وتلقينا طلبات بناء عبارات من دول مجاورة، أحدها لبناء 16 عبارة، وأخرى لسلسلة تصل إلى خمس عبارات"، دون الكشف عن قيمة السفن. 

وفي نهاية العام الماضي، تعاقد المركز الجنوبي لبناء وصيانة السفن التابع للشركة المتحدة على بناء وتوريد أربع سفن في عام 2025. وتبلغ كلفة السفينة الواحدة 1.74 مليار روبل (أكثر من 20 مليون دولار)، وفق قرار الحكومة، ما يعني أنّ القيمة الإجمالية لبناء الأسطول بأسره المكون من 45 سفينة، ستتجاوز 900 مليون دولار. 

اقتصاد عربي

التحديثات الحية

ممر تجاري بين تركيا والإمارات وإيران يهدّد قناة السويس

وكان وزير النقل الروسي، فيتالي سافيلييف، قد أعلن، في مايو/ أيار 2022، أنّ السلطات تنظر في ممر "الشمال - الجنوب" كوسيلة لحل المشكلات اللوجستية الناجمة عن العقوبات الغربية. 

و"الشمال - الجنوب" هو مشروع نقل بري طموح لربط الدول الآسيوية بأوروبا عبر روسيا بواسطة الطرق السريعة والسكك الحديدية، بدأ العمل عليه قبل أكثر من عقدين، ولكنه واجه طوال هذه السنوات تأنياً كاد أن يصل إلى حد التعثر في تحقيقه على أرض الواقع. بيد أنّ العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، عجّلت تحركات موسكو نحو تحقيق المشروع.  

ويهدف المشروع إلى جذب حركة ترانزيت الشحن من الهند وإيران وبلدان الخليج عبر الأراضي الروسية إلى أوروبا، مما يختصر المسافة مقارنة مع قناة السويس بمقدار أكثر من الضعف، مقلّصاً مدة الشحن وتكلفتها.  

غير أنّ الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، إيفان بوتشاروف، رأى في حديث سابق لـ"العربي الجديد" أنّ "الشمال - الجنوب" لن يشكّل منافسة هامة لقناة السويس إلا على مسارات بعينها حيث سيقلّص المسافات عليها إلى أقل درجة ممكنة، مثل مسار نقل الشحن من الهند إلى العاصمة الشمالية سانت بطرسبورغ.