أعلن رئيس مجلس الدوما (النواب) الروسي، فياتشيسلاف فولودين، اليوم الأربعاء، أن روسيا ستبدأ بسداد أقساط ديونها الخارجية بعملتها الروبل بعد عزوف الولايات المتحدة عن تمديد ترخيص دفع خدمة الدين الخارجي الروسي بالدولار.
وكتب فولودين على قناته على "تيليغرام": "أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها لن تمدد ترخيص خدمة الدين الخارجي الروسي. بذلك تسعى واشنطن لخلق مشكلات لروسيا، ولكن بلادنا لديها حل".
وأضاف: "أولاً، الموارد المالية للدفع كافة متوفرة. ثانيا، سندفع بالروبل. هذا خيار أميركي مدروس، وهي نفسها منعت الدفعات بالدولار. عزز الروبل مواقعه بشكل كبير اليوم، ومن هذه الجهة، تكونت ظروف جيدة بالنسبة إلينا في السوق".
وتعليقاً على وضع الديون الروسية المستحقة للغرب، يعتبر الخبير الاقتصادي ألكسندر زوتين أن روسيا لا يحق لها سداد الديون بالروبل فحسب، بل التوقف عن سدادها أصلاً للدول التي جمدت أصول مصرفها المركزي بقيمة إجمالية تزيد عن 300 مليار دولار.
ويقول زوتين الذي عمل سابقاً نائباً لرئيس قسم التحليل في وزارة التنمية الاقتصادية الروسية، في حديث لـ"العربي الجديد": "يتعين على روسيا اتباع سياسة المعاملة بالمثل. هناك عدد من الدول قامت بتجميد الاحتياطات الروسية من الذهب والعملات الصعبة، أي أعلنت فعلياً تعثراً عن الوفاء بالتزاماتها أمام روسيا".
وأضاف أنه "كان من المنطقي أن تعلق روسيا الوفاء بالتزاماتها أمام الدول غير الصديقة، أي أن تعلن فعلياً تعثراً عكسياً مع الوفاء الكامل بالالتزامات أمام المقيمين والأجانب من الدول الصديقة، بما فيها الدول العربية والصين والهند وغيرها".
وقلل زوتين من أهمية المخاوف من إعلان إفلاس روسيا، مؤكداً: "يجب ألا نخاف من مصطلح الإفلاس في حد ذاته، لأنه قد حدث بحق روسيا، فستكون أعمالها هي مجرد الرد بالمثل. للأسف، تواصل وزارة المالية سداد دفعات السندات الحكومية أمام الدول غير الصديقة. يجب الكف عن ذلك، لأنه لا يتضمن أي منطق سوى مص دماء الاقتصاد المنهك أصلاً لصالح الغرب".
وفي ذات السياق، يتابع: "لم تعد أي أعمال غربية من جهة خفض التصنيف الائتماني لروسيا ملحة، لأن الغرب لم يلتزم بحقوق الملكية وسرق الاحتياطات الروسية. لم يعد هناك مجال للحديث عن أي مناخ استثماري في هذا الوضع".
ومن اللافت أن الرفض الأميركي لتمديد ترخيص خدمة الديون الروسية يتزامن مع اقتراب موعد سداد دفعة جديدة للسندات الأوروبية الروسية يوم بعد غد الجمعة.
وهذه ليست أول مرة تفرض فيها روسيا الدفع بالروبل في تعاملاتها الخارجية منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، إذ أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مارس/ آذار الماضي، عن دفع قيمة الغاز الروسي المورد إلى الدول غير الصديقة بالروبل.
وفي الوقت الذي قبلت فيه أغلب الدول الأوروبية بالحل الوسط القاضي بتحويل دفعات الغاز إلى مصرف "غازبروم بنك" باليورو أولا ثم تحويلها إلى الروبل، رفض بعضها مثل بولندا وبلغاريا وفنلندا هذا الاقتراح رفضاً قاطعاً، مما أدى إلى توقف إمدادات الغاز الروسي إليها.