توسعت رقعة المظاهرات والاحتجاجات والإغلاق العام للمتاجر بعد دعوة ناشطين وأحزاب سياسية ومنظمات مدنية، اليوم الاثنين، للتظاهر في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد"، حيث شمل مدن القامشلي والمالكية وعين العرب "كوباني"، تنديدا بقرار الإدارة رفع أسعار المحروقات.
وتجمع عشرات المواطنين ظهر اليوم في الشارع الرئيسي في مدينة القامشلي أمام مبنى البلدية، ورفعوا شعارات تندد بقرار "الإدارة الذاتية" رفع أسعار المحروقات، مطالبين بإلغاء القرار والعمل على تحسين الظروف المعيشية، مؤكدين استمرار المظاهرات بشكل يومي حتى إلغاء القرار.
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال الكاتب ديلاور زنكي من سكان القامشلي المشاركين في الحراك: "عندما اتخذت الإدارة الذاتية هذا القرار لم تأخذ بالحسبان مصلحة الشعب الذي يقاسي الكثير نتيجة سوء الوضع المعيشي والاقتصادي".
أضاف قائلا " أي قرار تتخذه الإدارة الذاتية لا بد أن تدرسه جيدا ويجب أن يعملوا على تحسين الوضع المعيشي للشعب ولكن كما يبدو فهي لا تهتم لوضع الشعب وتهمله تماما".
وأضاف زنكي: "هي زادت الراتب 100% لكن بالمقابل زادت أسعار المواد بشكل عام 400% بعد رفع أسعار المحروقات، يعني أنها لا تأبه لمصلحة شعبها ونحن نستنكر هذا التجاهل لمصالح الشعب وعلى الإدارة الذاتية أن تتراجع عن قرارها هذا وتعتذر للشعب وعلى الشعب أن يستمر في التظاهر بزخم أكبر إلى أن تلبي الإدارة الذاتية مطالبها".
بدوره، قال بشير حسن في حديث مع "العربي الجديد" إن القرار مجحف، والناس تقاسي كثيرا من سوء الوضع المعيشي وأغلب الناس تفكر بالهجرة بسبب الغلاء.
وأكد حسن: "نحن نطالب الإدارة الذاتية بأن تلتفت إلى الشعب وتحسن من وضعه المعيشي وبذلك ينعكس إيجابا على الإدارة الذاتية فهي ستقوى بشعبها. لذلك نحن نطالبها بإلغاء هذا القرار المجحف بحق الشعب الذي تحمل حتى الآن ولم يهاجر إلى الخارج. سنبقى نتظاهر إلى أن تتراجع الإدارة الذاتية عن هذا القرار لأن ذلك من مصلحتها ومن مصلحة الشعب".
من جانبه، عبر فواز يوسف عن أمله بأن تتراجع الإدارة عن هذا القرار، مضيفا في حديثه مع "العربي الجديد": "نحن نتكلم باسم أهلنا. هذا القرار سيئ جدا، قد هاجر 50% من الشعب ولا نريد أن تهاجر البقية".
وفي غضون ذلك، شهدت مدينة عين العرب "كوباني" في ريف حلب الشمالي مظاهرة وإضرابا عاما تضمن إغلاقا كليا للمتاجر احتجاجا على رفع الأسعار.
وقال عدنان بوزان عضو اللجنة المركزية في حزب يكيتي الكردستاني في سورية، في حديث مع "العربي الجديد": "اليوم بدأ إضراب عام من حي الصناعة وإغلاق أسواق في كوباني بمشاركة من مختلف الفئات المجتمعية، هتفنا نطالب بإلغاء قرار رفع أسعار المحروقات من قبل إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وذكر أنهم يرفعون شعار "لا للتجويع لا للغلاء لا للتهجير".
وجاءت الاحتجاجات في المدينة تزامنا مع استنفار من قوى الأمن التابعة لـ"قسد"، كما خرجت مظاهرة في مدينة المالكية بريف الحسكة، وقال عباس محمد من سكان المدينة إن "قرار رفع الأسعار يؤثر على حياة الناس من جميع النواحي، وهذا أدى إلى إغلاق المتاجر والإضراب عن العمل في مدينة المالكية (ديريك) ومعبدة (كركي لكي) واعتصامات واليوم قد خرج الناس إلى الشارع رافضين هذا القرار وغالبيتهم من النشطاء نأمل أن يكون لهم تأثير إيجابي وأن تتراجع الإدارة الذاتية عن هذا القرار".
وكانت إدارة المحروقات التابعة للإدارة الذاتية قد رفعت سعر المازوت بشكل غير معلن، لكنها أصدرت بعد ظهر يوم أمس الأحد قرارا رسميا تضمن رفعا لأسعار المازوت يتراوح بين 250% و440%.
من جانبها، أصدرت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي بيانا تحدثت فيه عن تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة للسوريين جميعا، في المناطق التي "تديرها الإدارة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي".
وقال البيان: "في الوقت الذي يدين المجلس كافة الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون من استمرار الاعتقالات بحق النشطاء وأعضاء المجلس الوطني الكردي واستهداف قوت الشعب وتجويعه بمختلف الوسائل والأساليب، فإنه يستنكر قرار رفع سعر مادة المازوت كأحد مشتقات النفط المورد المحلي والذي يجب أن يستثمر ريعه في دعم المواد الأساسية لحياة الناس بدل أن يكون عبئا عليه".
وأعلن المجلس أنه "يثمن الاحتجاجات الشعبية التي خرجت ضد هذا القرار الجائر"، ويدعو "كافة الأطراف السياسية ومنظمات المجتمع المدني وأبناء شعبنا بكافة فعالياته إلى اعتصام سلمي يوم الثلاثاء التاسع عشر من أيلول الساعة الخامسة مساء أمام مقر الأمم المتحدة في القامشلي".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
