شهدت أسعار السلع الغذائية ارتفاعا ملحوظا داخل إدلب، وهو أمر بات يؤرق أهالي المدينة السورية، خاصة مع قرب حلول شهر رمضان.
في الأسواق يتجول أبو أحمد اليوسف بين محلات إدلب يتأمل قوائم الأسعار المعلقة على الجدران، يحاور أحد الباعة يناقشه عن سبب ارتفاع الأسعار، يتذمر الرجل ويبرر التاجر ارتفاع الأسعار من المصدر، دون أن يصلا لحل وسط يمضي أبو أحمد ليبحث عن سلعة تتناسب مع دخله وتصلح لتكون وجبة غداء لعائلته، فقد ارتفعت أسعار كثير من المواد الغذائية بعد الزلزال الذي تأثرت به مناطق شمال سورية.
يقول أبو أحمد لـ"العربي الجديد" إن كل الأسعار ارتفعت بعد الزلزال مباشرة وبعضها عاد لوضعه الطبيعي مثل الخضروات، بينما استقرت باقي المواد على أسعارها الجديدة مع تخوف من ارتفاعات متكررة مع قدوم شهر رمضان.
الفروج والبطاطا والمعلبات والفواكه والمواد الإغاثية كلها طاولها ارتفاع السعر بحسب من تحدثنا معهم من التجار.
يقول سعيد اليوسف صاحب محل فروج لـ"العربي الجديد" إن أسعار الفروج الحي ارتفعت من 1250 دولارا للطن إلى 1800 دولار، دون معرفة الأسباب الرئيسية التي أدت لهذا الارتفاع باستثناء ازدياد الطلب على تلك السلعة خلال الأيام الماضية.
بينما يقول عبد العزيز الفارس تاجر مواد غذائية لـ"العربي الجديد" إنه يرى أن عاملين رئيسين لعبا دوراً مهما في ارتفاع الأسعار الأول يتعلق بتأثر الجانب التركي بالزلزال وتقطع الطرقات لعدة أيام ومن بينها توقف عمل المعابر والتي تعتبر الشريان الأهم الذي يربط مناطق شمال غرب سورية بتركيا التي تعتبر المصدر الأساسي للمواد الغذائية وبعض الفواكه والخضروات، ترافق الانقطاع مع ازدياد الطلب على تلك المواد نتيجة تجهيز السلال الغذائية والمساعدات الإنسانية للعائلات المتضررة.
يستعرض الفارس بعض الأسعار التي ارتفعت ويذكر معلبات الحمص والجبن والمرتديلا وغيرها من المواد الغذائية والتي تفاوت ارتفاع أسعارها ما بين دولار ودولار ونصف الدولار للطرد، بينما ارتفع سعر البطاطا من خمس ليرات تركية إلى ست ونصف، ويرى أن حركة الطلب المتزايدة من قبل المنظمات والجمعيات الخيرية على هذه المواد بهدف تجهيز السلال الغذائية أدى لارتفاع الطلب عليها وارتفاع أسعارها.
بدورها تقول أم سامي المقيمة في سرمدا، إن الارتفاع لا يبدو كبيرا في كثير من المواد باستثناء الفروج، لكن الخوف من قفزات مستمرة للأسعار مع قدوم شهر رمضان وهو أمر اعتاده السوريون منذ زمن نتيجة ارتفاع الطلب على كثير من المواد الغذائية، الأمر الذي سيترك فارقاً لدى محدودي الدخل ويدفعهم للتخلي عن كثير من المواد الأساسية والتي باتت رفاهية لدى كثير منهم ممن لا تتجاوز أجرة عمله اليومي 70 ليرة تركية.
بينما يقول الخبير الاقتصادي حيان حبابة لـ"العربي الجديد" إن حركة الارتفاع التي شهدتها الأسواق مؤخراً حالة طبيعية حيث يعتبر عامل العرض والطلب من أهم العوامل المؤثرة في الأسعار خاصة في المناطق التي تعتمد على الاستيراد بشكل أساسي في اقتصادها.
يأمل من التقتهم "العربي الجديد" من الأهالي أن تستقر الأسعار وتعود لطبيعتها مع قدوم شهر رمضان، خاصة أن الحالة الاقتصادية السيئة باتت سمة عامة لكثير منهم نتيجة قلة فرص العمل وارتفاع مستوى البطالة.