قالت أربعة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن شركات التكرير الهندية بدأت دفع ثمن معظم النفط الروسي الذي تشتريه من خلال شركات تجارة تتخذ من دبي مقرّاً بالدرهم الإماراتي بدلاً من الدولار الأميركي.
وفشلت محاولات سابقة لشركات التكرير الهندية للسداد لشركات التجارة مقابل النفط الخام الروسي بالدرهم عبر بنوك دبي، مما أجبرها على العودة إلى العملة الأميركية.
لكن المصادر قالت إن بنك الدولة الهندي، أكبر بنوك البلاد، يسوي الآن هذه المدفوعات بالدرهم، وقدمت تفاصيل عن معاملات لم يعلَن عنها من قبل، ولم يرد البنك الهندي، الذي له فروع في الخارج، بما في ذلك الولايات المتحدة، على طلبات للتعليق.
ويحظر سقف السعر المفروض من مجموعة السبع على أي شركة غربية، مثل مقدمي خدمات التأمين والشحن الذين يدعمون الكثير من التجارة العالمية، المشاركة في تجارة النفط الخام الروسي إذا كان سعر الشراء أعلى من 60 دولاراً للبرميل عند نقطة التحميل في روسيا. ويظل هذا هو الحال حتى لو كان النفط متجهاً إلى دول مثل الصين والهند لا تعترف بهذا السقف.
كذلك جاء التحول إلى المدفوعات بالدرهم بسبب مطالبة بنك الدولة الهندي شركات التكرير التي تسعى لسداد المدفوعات بالدولار بتقديم تفاصيل تكاليف النفط والشحن والتأمين، مما يسمح له بالتدقيق في التجارة وتجنب انتهاك الحد الأقصى للسعر.
وقال أحد المصادر إن "بنك الدولة الهندي حذِر جداً في نهجه"، على الرغم من أن نيودلهي لا تتبع آلية الحد الأقصى للسعر، ولا يتم استخدام التأمين والشحن الغربيين في التسليم.
وعادة ما تشتري المصافي الهندية الخام الروسي بسعر يشمل التسليم إلى الهند، وتشتري معظم شركات التكرير الهندية الخام الروسي من شركات تجارة مقيمة في دبي، مثل "إيفرست إنرجي" و"ليتاسكو"، وهي وحدة تابعة لشركة النفط الروسية الضخمة لوك أويل.
التجارة مع أفريقيا بالعملات المحلية
في السياق، قال أوليغ أزوروف مسؤول الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الروسية اليوم السبت، إن بلاده " تتفاوض مع العديد من البلدان الأفريقية بشأن إمكانية استخدام العملات الوطنية في التجارة.
وأكد المسؤول الروسي في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن هذه العملية معقدة وتتطلب اتخاذ القرار من قبل السلطات التنظيمية الروسية والأفريقية.
وسبق أن أعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أن الولايات المتحدة وأوروبا تطالبان الدول الأفريقية بعدم التعاون مع روسيا.
وكان مجلس النواب الأميركي قد وافق في أبريل/ نيسان 2022 على مشروع قانون ضد "النشاط الروسي الخبيث في أفريقيا"، فيما تم تقديمه إلى مجلس الشيوخ للنظر فيه، وهو يشمل فرض عقوبة من طرف الولايات المتحدة ضد الدول الأفريقية المتعاونة مع روسيا في بعض المجالات.
ومن المقرر عقد القمة الروسية الأفريقية الثانية في يوليو 2023، في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، وكانت القمة الأولى قد عُقدت عام 2019 في مدينة سوتشي بمشاركة رؤساء معظم الدول الأفريقية.
(رويترز، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
