شركات ناشئة في المغرب تحقق أحلامها عبر المنصات الرقمية

12 يونيو 2024
معرض جيتكس أفريقيا للتكنولوجيا في مراكش، 30 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- علي بلكبير، شاب مغربي طموح، أسس منصة رقمية لبيع وشراء الدراجات النارية في المغرب، مبادرة فريدة تستجيب لتحديات السوق المحلي وتسعى لجذب مستثمرين بعد مشاركته في "جيتكس أفريقيا".
- المغرب يدعم نمو الشركات الناشئة عبر مؤسسات مثل "تكنوبارك" ومبادرات حكومية، مما يعزز الابتكار ويوفر فرص عمل، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والخدمات الرقمية.
- الشباب المغربي يستغل التكنولوجيا لإطلاق مشاريع مبتكرة مثل "Jobop" و"Alkora"، مستفيدين من الاهتمام المتزايد والتمويل المتاح للشركات الناشئة في المغرب، مما يسهم في تقليل معدلات البطالة وتحفيز النمو الاقتصادي.

لم ينتظر الشاب المغربي علي بلكبير الحصول على شهادته الدراسية، كي يطلق مشروعه الخاص. فقد بادر إلى تأسيس شركة ناشئة، تقوم على فكرة إنشاء منصة رقمية لبيع الدراجات النارية وشرائها، وهي مبادرة غير مسبوقة في المغرب.

حضر بلكبير إلى ملتقى "جيتكس أفريقيا" لشركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مدينة مراكش من أجل البحث عن مستثمرين لمشاركته في مشروعه، الذي أوحت به الصعوبات التي يجدها الأفراد في شراء دراجة نارية أو بيعها في المملكة، إذ شجعه دراجون معروفون لديهم متابعون في المغرب على هذه الفكرة.

راهن بلكبير الذي ما زال يتابع دراسته في المعهد الوطني للتجارة والتدبير، مثل الكثير من أصحاب الشركات الناشئة التي حضرت في ملتقى "جيتكس أفريقيا"الذي عُقد في الفترة من 29 و31 مايو/أيار الماضي، على التواصل مع مستثمرين لمواكبة مشروعه بجانب مساعيه للحصول على تدريب في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، التي لديها صندوق استثماري يحمل اسم " UM6P Ventures" يتيح للشركات الناشئة في بعض الأحيان الاستفادة من التمويل والعمل مع خبراء دوليين في الخارج.

ويشهد المغرب زخماً في الشركات الناشئة التي تستفيد من المنصات الرقمية للوصول إلى زبائنها أو تطوير أعمالها في العديد من المجالات ليس فقط في التسويق وإنما التقنيات المالية أو الاستشارة القانونية والدروس الخصوصية وحتى الحلول الزراعية. ولدى المملكة العديد من المؤسسات الحاضنة للشركات الناشئة، في مقدمها "تكنوبارك" الذي يواكب حوالي خمسمائة شركة ناشئة وشركة صغيرة جداً، حيث تحرص تلك الحاضنة على توفير الوسائل التي توفر أسباب التطور لتلك الشركات.

وقد غطت وزارة الانتقال الرقمي مصاريف 200 شركة ناشئة محلية، حضرت بمعية شركات ناشئة من دول عربية وأفريقية وأوروبية في ملتقى "جيتكس أفريقيا"، الذي شهد مشاركة 1500 عارض من 130 دولة.

ويتطلع المغرب إلى جذب مستثمرين أكثر للشركات الناشئة. فقد أشارت منصة "The Big Deal" التي تهتم ببيانات الشركات الناشئة في تقرير لها أخيراً إلى أن الشركات الناشئة استقطبت 2.9 مليار دولار من التمويل العام الماضي، غير أن المغرب لم يستفد سوى من 0.5% من تلك التمويلات، أي في حدود 17 مليون دولار.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويبحث شباب حاصل على مؤهل دراسي متوسط أو عالٍ على فرصة لإنجاز استثمارات عبر توظيف التكنولوجيا الحديثة، خاصة في ظل الصعوبات التي يجدونها للحصول على فرص عمل، إذ وصل معدل البطالة بين أصحاب الشهادات إلى 20.3% في الربع الأول من العام الجاري، متجاوزاً المعدل العام الذي بلغ 13.7%، بحسب المندوبية السامية للتخطيط الحكومية.

ولا يخفي سليم ميراسي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي، للشركة الناشئة "Jobop" المتخصصة في الوساطة في سوق العمل، تطلعه إلى توسيع نشاط شركته إلى خارج المغرب، حيث شرع في البحث عن فرص في دول عربية. تقوم فكرة المنصة الرقمية التي تعمل وكالةَ توظيف، على الاستجابة لطلبات تعبر عنها شركات ترغب في توفير عمال لبعض القطاعات مثل السياحة والصناعة والبناء والخدمات اللوجستية.

يؤكد سليم لـ"العربي الجديد" أن فكرة تأسيس الشركة التي يوجد مقرها في مدينة مراكش، ولدت بعدما لاحظ مع شريكه عادل الزغاوي، الصعوبات التي قد تجدها بعض الشركات في توفير يد عاملة لفترة معينة أو من أجل إنجاز بعض المهام المحددة، مشيراً إلى الشركة التي تأسست في مستهل 2021 تتوفر اليوم على 7 شركات عميلة تلبي احتياجاتها من اليد العاملة التي تكون ذات مؤهلات متوسطة.

ويقول إن تأسيس الشركة جاء بعد الحصول على منحة بقيمة 100 ألف دولار، إثر المشاركة في مسابقة للشركات الناشئة، مشيراً إلى أنه تمكن بعدها من جمع مليون دولار بقيادة صندوق معني بالابتكار. ولفت إلى أنه شركته تسعى إلى توسيع نطاق عملها لدخول أسواق عربية وأفريقية، وتستهدف حالياً مصر وتونس.

وحتى ما تعرف بالساحرة المستديرة (كرة القدم) أضحت مصدر إلهام لأفكار ابتكارية وتكتسي بعداً اقتصادياً في المغرب، منها منصة "Alkora" التي تقوم كما يوضح الشريك المؤسس، سفيان بنعيم، الحاصل على شهادة عليا في تطوير البرمجيات، على توفير بيانات حول مباريات كرة القدم التي جرت والتي ستُلعب. وتحرص المنصة كما يوضح بنعيم على البعد التفاعلي عبر فضاء للدردشة، وتوفر الأخبار التي تهم كرة القدم عبر العالم.

ويؤكد حسن أوسوس، الرئيس التنفيذي لهذه المنصة، أن عملية تحليل البيانات تتأتى عبر استعمال البيانات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن المنصة تحظى حالياً بـ 4 ملايين مستخدم و6 ملايين متابع، ما يعني الحصول على إيرادات تشجع مؤسسي المشروع على تطويره وتسهيل فرص الحصول على شراكات، بعدما اعتمدا في إطلاق المشروع على مدخراتهما ومساعدات عائلتيهما.

المساهمون