قال محللون في شركة "ستاندرد آند بورز غلوبال إنتيلجينس" في تقرير، نشرت قناة "بي بي سي" اليوم الثلاثاء، مقتطفات منه، إن شظايا هجمات الحوثيين ستكون لها تداعيات سالبة كبيرة على الاقتصاد الأوروبي.
وجاء في التقرير أن ما يقرب من 15% من البضائع المستوردة إلى أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا تم شحنها من آسيا والخليج عن طريق البحر. ويشمل ذلك 21.5% من النفط المكرر وأكثر من 13% من النفط الخام.
لكن الأمر لا يتعلق بالنفط فقط بحسب التقرير نفسه، ولكنه يشمل جميع أنواع السلع الاستهلاكية التي تظهر في المحلات التجارية بما في ذلك أجهزة التلفاز والملابس والمعدات الرياضية.
وأشارت "ستاندرد آند بورز غلوبال إنتيلجينس"، إلى أن سلاسل التوريد في أوروبا ستتأثر، بسبب تحويل مسار السفن بعيدًا عن البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين لكن السلع الاستهلاكية "ستواجه التأثير الأكبر ارتفاع الأسعار"، وفقًا لكريس روجرز، رئيس أبحاث سلسلة التوريد في "ستاندرد آند بورز غلوبال إنتيلجينس". ولاحظ أن التعطيل الحالي قد حدث "خلال موسم الشحن خارج أوقات الذروة".
وتوقع التقرير كذلك وصول المنتجات إلى المتاجر، حيث أن رحلات سفن الحاويات ستستغرق ما لا يقل عن 10 أيام إضافية بسبب طول طريق رأس الرجاء الصالح الذي يضيف حوالي 3500 ميل بحري. كما سيرفع طول الرحلة البحرية من كلف الشركات، حيث رفعت من أسعار الشحن بنسبة 4% في الأسبوع الماضي ويمكن للشركات تحويل هذه التكاليف إلى العملاء، مما يعني غلاء العديد من السلع في الأسواق الأوروبية.
كما ينبه التقرير كذلك، إلى مخاوف من أن يؤدي الاضطراب إلى ارتفاع أسعار النفط. ويمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط، وهو مكون رئيسي في وقود السيارات، إلى ارتفاع الأسعار في محطات الوقود ويؤدي أيضًا إلى ارتفاع التضخم. وقد انخفض معدل التضخم، الذي يقيس وتيرة ارتفاع الأسعار، في المملكة المتحدة ليصل حاليًا إلى 4.6%.
ورجح أن تتسبب هجمات الحوثيين في تعطيل وصول شحنات الغاز الطبيعي المسال، مما يؤدي إلى زيادات الفواتير على المستهلك الأوروبي خلال الشتاء الجاري.
ويتساءل الخبير روجرز، هل نقل البضائع عن طريق البحر الأحمر هو الخيار الوحيد؟ ثم يجيب نفسه عن السؤال قائلاً إن نقل البضائع بالسكك الحديدية سيتطلب عبور دول تخضع لعقوبات اقتصادية، في حين أن "النقل بالشاحنات من الخليج إلى إسرائيل قد يعوض فقط حوالي 3% من كلف الشحن".