لم تكن كلمات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، في شهادته نصف السنوية أمام لجنة خاصة بمجلس الشيوخ، برداً ولا سلاماً على الأسهم والسندات الأميركية، بعدما أكد للأسواق أنّ معدلات الفائدة الأميركية سترتفع، على الأرجح، أكثر مما توقعه من قبل، هو ورفاقه بالبنك.
وقبل أن ينهي رئيس البنك المركزي الأكبر في العالم شهادته، كانت الأسواق تتفاعل معها بكل قوة، حيث ارتفعت عوائد السندات بسرعة كبيرة، وهو ما يعني انخفاض أسعارها، بينما بدأت أسعار الأسهم في التراجع، ببطء في البداية، ثم لتتسارع تراجعاتها في اللحظات الأخيرة من الجلسة، ليفقد مؤشر داو جونز الصناعي ما يقرب من 575 نقطة، أطاحت بكل مكاسبه في العام الحالي.
وخلال تعاملات يوم الثلاثاء، تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة، حيث فقد مؤشر داو جونز الصناعي 1.72% من قيمته، وخسر مؤشر إس آند بي 500 نسبة 1.53%، بينما كانت الخسارة لدى مؤشر ناسداك 1.25%.
وقال باول، الثلاثاء، في شهادته عن السياسة النقدية في البلاد، إنّ البيانات الاقتصادية الأخيرة "جاءت أقوى من المتوقع، ما يشير إلى أنّ المستوى النهائي لأسعار الفائدة من المرجح أن يكون أعلى مما كان متوقعاً في السابق".
ويرجح المتعاملون حالياً أن يكون رفع الفائدة في اجتماع الثاني والعشرين من الشهر الجاري نصفاً بالمائة، بدلاً من ربع كان متوقعاً على نطاق واسع، حتى منتصف الشهر الماضي.
ولم تسلم الأسهم، على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، من تداعيات شهادة باول، حيث انخفضت مؤشرات الأسهم الأوروبية في ختام الجلسة، بالتزامن مع كلمات رئيس البنك الفيدرالي، ورغم الارتفاعات التي شهدتها في بداية اليوم.
وتراجع مؤشر ستوكس 600 بنحو 0.77%، وانخفض مؤشر FTSE البريطاني بنسبة 0.13%، فيما تراجع مؤشر DAX الألماني بنسبة 0.6%، بينما هبط CAC الفرنسي بنسبة 0.46%.
وقادت أسهم شركات التعدين خسائر البورصة الأوروبية، بعد تراجعها بنحو 2.5% بينما هبطت أسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 1.8%.
وشهدت تعاملات الذهب عمليات بيع مكثفة، في أعقاب إشارات باول لمعدلات أعلى للفائدة، التي تمثل تكلفة الفرصة البديلة التي يتحملها مستثمرو المعدن النفيس. وتراجع سعر الذهب الثلاثاء بنسبة 1.8%، ليسجل 1814.48 دولاراً للأوقية في السوق الفورية.
وللمرة الأولى في ست جلسات، شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا، الثلاثاء، عند تسوية التعاملات، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 3.4% إلى 83.29 دولارا للبرميل، وانخفضت عقود خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 3.6% مسجلة 77.58 دولارا للبرميل.
وبينما توقع الأمين العام لـ"أوبك" هيثم الغيص، أن تمثل الصين ما يتراوح بين 500 ألف و600 ألف برميل يوميًا من نمو الطلب على النفط هذا العام، أظهرت بيانات صينية انخفاض واردات بكين من النفط الخام 1.3% في أول شهرين من العام الجاري مقارنة بمستواها قبل عام.
وتكاتفت أخبار تراجع واردات الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، مع كلمات باول أمام أعضاء الكونغرس الأميركي، لتزيد احتمالات تباطؤ الاقتصاد العالمي، ومن ثم تراجع الطلب على الذهب الأسود.