استمع إلى الملخص
- **المنافسة على مناقصة الجيل الخامس**: تونس أطلقت مناقصة لتراخيص الجيل الخامس، وسط منافسة بين شركات أوروبية وصينية مثل "إريكسون"، "نوكيا"، و"هواوي"، مع ضغوط لاستبعاد "هواوي" دون استجابة من السلطات التونسية.
- **دور الشركات الأمّ وزيارة الرئيس التونسي للصين**: الشركات الأمّ لمشغلي الجوال تضغط لاستبعاد "هواوي". الرئيس التونسي ناقش شراكات مع "هواوي" خلال زيارته للصين، و"إريكسون" مستعدة لتطوير الشبكات بسرعة.
يقول الخبير المختص في الاتصالات محمد علي السويسي لـ"العربي الجديد" إن عزم تونس على الانتقال إلى خدمة الجيل الخامس من خدمات الاتصالات سيكون مهماً جداً في تطوير اقتصاد الأعمال وتحفيز الاقتصاد، موضحاً أن الجيل الخامس للإنترنت يُعد مسألة حيوية لمواكبة تطورات العصر وحاجيات الاقتصاد الرقمي في ظل توسع السوق التي يصل عملاؤها إلى أكثر من 16 مليوناً بالنسبة لمشتركي الهاتف الجوال و11.5 مليوناً للإنترنت المتنقلة.
وكان الخبير يعقّب على المناقصة التي أطلقتها تونس في الآونة الأخيرة، لاستدراج عروض إسناد تراخيص إنشاء واستثمار شبكة اتصالات عامة لتوفير خدمات الاتصالات الخلوية من الجيل الخامس، وسط منافسة أوروبية صينية على هذه الصفقة. فقد أعلنت وزارة تكنولوجيا الاتصالات أن طلب العروض الدولي الذي طرحته نهاية يونيو/ حزيران الماضي، يندرج في إطار استراتيجية الدولة لتطوير البنية التحتية الرقمية، وتعميم التغطية العالية التدفق في مختلف أنحاء البلاد، مشيرة إلى أن جميع المتقدمين سيُدعَون إلى المشاركة في فتح العروض المقرر في الثاني من سبتمبر/ أيلول القادم.
ويتنافس على صفقة الجيل الخامس في تونس الاتحاد الأوروبي ممثلاً بشركتَي "إريكسون" السويدية و"نوكيا" الفنلندية من جهة، والصين ممثلة بالعملاقة "هواوي" التي تنشط بكثافة في شمال أفريقيا رغم الحظر الغربي المفروض على معداتها وتقنياتها بذريعة مخاوف التجسّس والأمن القومي. ويسيطر على سوق تونس التي يزيد عن سكانها عن 11.8 مليون مواطن ثلاثة مشغلين لشبكات الاتصالات الجوالة العمومية (من الأجيال الثاني والثالث والرابع) ثلاثة مشغلين وهم "اتصالات تونس" و"أوريدو تونس" و"أورانج تونس".
ويرى السويسي في تصريحه لـ"العربي الجديد" أن المنافسة بين أقطاب تطوير البنية التحتية للاتصالات التي ستشارك في عروض مناقصة الجيل الخامس لن تكون كبيرة باعتبار أن توزيع السوق شبه محسوم منذ سنوات، حيث تمكنت كل من الشركتين الأوروبيتين "إريكسون" و"نوكيا" من الاستحواذ على جزء من السوق، فيما تمكنت "هواوي" أيضاً من الحصول على نصيب منها.
وأشار إلى أن من مصلحة مشغلي الجوال عدم تركيز الصفقة مع شركة واحدة لتطوير البنية التحتية حفاظا على جودة الخدمات وتفادياً للإشكاليات التي يمكن أن تنتج من الأعطاب في صورة استحواذ شركة واحدة على شبكة الجيل الخامس.
كما أفاد، في السياق ذاته، بأن الشركات الأمّ لمشغلي الجوال تشارك بقوة في قرارات الفروع في تونس في اختيار مؤسسات تطوير البنية التحتية، مشيراً إلى ضغوط سابقة مارستها الشركات الأوروبية لاستبعاد "هواوي" من السوق التونسية، إلا أنها لم تجد صدى لها لدى السلطات التونسية.
وخلال زيارته لجمهورية الصين الشهر الماضي، التقى الرئيس التونسي قيس سعيد بالمقر الرسمي لشركة "هواوي" بمدينة "شنزن" بمؤسسها رين زهانغفاي واطلع على أحدث ابتكاراتها التكنولوجية، واستمع إلى عرض مفصّل حول نشاطها في العالم عموماً وفي تونس على وجه الخصوص.
وتحدث الرئيس سعيد وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (وات) عن الفرص المتاحة لتطوير شراكاتها مع تونس مستقبلا في عدّة مجالات، من بينها رقمنة الإدارة والمعاملات المالية والتعليم والطاقات المتجددة.
كذلك أعلنت شركة "إريكسون" التي تقوم منذ عدة سنوات بتسويق حلول جاهزة للجيل الخامس في وقت سابق عن استعدادها للاستجابة بسرعة لانتظار الفاعلين من أجل تطوير شبكاتهم وتعزيز قدرتها التنافسية والمساعدة في تعزيز النظام البيئي.
وفي تصريح سابق، قال وزير تكنولوجيا الاتصالات نزار بن ناجي على هامش ندوة علمية إن "هذا الانتقال سيمكن من تحسين جودة الإنترنت من 10 إلى 20 مرة أكثر من الجيل الرابع، وهو ما سيكون له انعكاس إيجابي على كفاءة المؤسسات الاقتصادية ومختلف الأنشطة التي تحتاج إلى مستوى تدفق عالٍ للإنترنت"، فيما تُظهر بيانات رسمية أن 90.8% من التونسيين يستعملون الهواتف الجوالة بينهم 65% يمتلكون هواتف ذكية، في حين أن 72% منهم يستعملون الإنترنت السلكي (الهاتف المنزلي) مقابل 88% ينشطون على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال الخدمات الخلوية.