رفعت هيئة قناة السويس المصرية حالة الطوارئ على امتداد مجراها الملاحي، استعداداً لعبور سفينة الحاويات البنمية العملاقة "إيفر غيفن" للقناة مجدداً، السبت، والتي جنحت في منطقة البحيرات القريبة من القناة (شمال شرق) في مارس/ آذار الماضي، وتسببت بتعطيل الممر الملاحي لقرابة ستة أيام.
وخصصت الهيئة قاطرتين، واحدة في الأمام والأخرى في الخلف، لمصاحبة السفينة العملاقة خلال رحلة عبورها قناة السويس، والمتوقع أن تستغرق نحو 10 ساعات، بالإضافة إلى تكليف اثنين من كبار مرشدي الهيئة لإرشاد السفينة خلال رحلتها من المدخل الجنوبي للقناة في السويس إلى المدخل الشمالي في بورسعيد، وهما الربان هشام الإمام، والربان رؤوف ذكي، اللذان سبق أن صاحبا السفينة لإرشادها خلال رحلة عودتها إلى ميناء روتردام في هولندا.
وتعبر السفينة "إيفر غيفن" في ظل أحوال جوية غير مستقرة ضمن قافلة الجنوب، القادمة من البحر الأحمر في اتجاه البحر المتوسط عبر تفريعة القناة الجديدة، وهي واحدة من أكبر سفن الحاويات في العالم، وتم التحفظ عليها لمدة 107 أيام داخل المجرى الملاحي لحل النزاع بين هيئة قناة السويس والشركة المالكة لها بشأن التعويضات، إثر قطرها وسحبها إلى منطقة البحيرات المرة القريبة من مدينة فايد بالإسماعيلية.
وأبحرت "إيفر غيفن" خلال رحلتها الحالية من مرفأ "تانجونغ بيليباس" الماليزي، محملة في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بكامل طاقتها، ووصلت إلى مضيق باب المندب الفاصل بين اليمن والساحل الأفريقي مساء الخميس، متجهة عبر البحر الأحمر إلى قناة السويس بسرعة 20.5 عقدة (38 كيلومتراً في الساعة)، وصولاً إلى وجهتها النهائية في أوروبا.
ووقعت هيئة قناة السويس في يوليو/ تموز الماضي اتفاقاً للتسوية مع الشركة المالكة والمؤمنة على السفينة "إيفر غيفن"، تضمن خفض قيمة التعويض المطلوب عن جنوح سفينة الحاويات العملاقة في المجرى الملاحي للقناة إلى 550 مليون دولار، بدلاً من 916 مليون دولار.
وأدى جنوح "إيفر غيفن" إلى تعطل الملاحة في مجرى قناة السويس، وتشكل طابور انتظار طويل زاد على 420 سفينة، علماً أن سفينة الحاويات العملاقة مملوكة لشركة "شوي كيسن" اليابانية، ومسجلة في بنما، ومستأجرة من شركة "إيفرغرين" التايوانية، ويبلغ طولها 400 متر، وتحمل نحو 220 ألف طن من البضائع.