عمال سامسونغ بكوريا الجنوبية يدخلون في إضراب مفتوح لرفع الأجور

10 يوليو 2024
إضراب عمال شركة سامسونغ في كوريا الجنوبية - يونغين، 10 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نقابة عمال سامسونغ للإلكترونيات في كوريا الجنوبية أعلنت عن "إضراب عام مفتوح" ابتداءً من العاشر من يوليو بعد فشل مفاوضات حول الأجور والمزايا، بمشاركة أكثر من 6 آلاف عضو.
- سامسونغ أكدت أن الإنتاج لم يتعطل رغم الإضراب، لكن النقابة أشارت إلى تأثير كبير على العمل ودعت الموظفين للانضمام لتحقيق أهدافهم وحماية حقوقهم.
- النقابة طالبت بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل، ورفضت عرضاً بزيادة الرواتب بنسبة 5.1%، مطالبة بالشفافية في المكافآت المستندة إلى الأداء.

أعلنت نقابة تمثّل عشرات الآلاف من عمّال شركة سامسونغ للإلكترونيات في كوريا الجنوبية، الأربعاء، "إضراباً عاماً مفتوحاً" لإجبار الإدارة على التفاوض لرفع أجورهم والمزايا التي يحصلون عليها، وذلك بعدما بدأ عمّال الشركة، الاثنين، إضراباً غير مسبوق عن العمل لمدة ثلاثة أيام. وقالت النقابة الوطنية لعمّال سامسونغ في بيان: "نعلن إضراباً عاماً ثانياً مفتوحاً ابتداءً من العاشر من تمّوز/ يوليو، بعدما علمنا أنّ الإدارة ليست مستعدة للحوار بعد الإضراب العام الأول". وأضافت النقابة أن أكثر من 6 آلاف عضو أعربوا عن عزمهم على المشاركة في الاحتجاج العمالي. وأضافت أيضاً أن أكثر من خمسة آلاف منهم كانوا من قسم أشباه الموصلات.

وسامسونغ للإلكترونيات هي إحدى كبريات الشركات المصنّعة للهواتف الذكية في العالم وواحدة من الشركات القليلة على مستوى العالم التي تنتج شرائح ذاكرة متطوّرة تُستخدم في الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك أجهزة الذكاء الاصطناعي المتطوّرة.

ومنذ الاثنين، التزم أكثر من خمسة آلاف من موظفي سامسونغ إضراباً عن العمل لمدة ثلاثة أيام بعد فشل مفاوضات مطوّلة بين الطرفين بشأن الأجور والمزايا. وقرّرت النقابة الإضراب لمدة ثلاثة أيام بعد إضراب لمدة يوم واحد نفّذته في حزيران/ يونيو. وهذه أول حركة اجتماعية من نوعها داخل الشركة التي لم تشهد اتحاداً نقابياً منذ عقود. ويضمّ الاتحاد الوطني لشركة سامسونغ للإلكترونيات أكثر من 31 ألف عضو، وهو ما يمثل نحو 24% من إجمالي القوة العاملة في شركة سامسونغ في كوريا الجنوبية والمقدر عددهم بنحو 125 ألفا، في حين يقدر إجمالي العاملين في سامسونغ على مستوى العالم نحو 267 ألفا و860 عاملا.

الإنتاج مستمر في سامسونغ

ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن إدارة سامسونغ قولها إنّ الانتاج لم يتعطّل، وأضافت في بيان أن "شركة سامسونغ للإلكترونيات ستضمن عدم حدوث أي انقطاع في خطوط الإنتاج.. تظل الشركة ملتزمة بالدخول في مفاوضات بحسن نية مع النقابة"، بينما أكدت النقابة أن الإضراب كان له تأثير كبير على عمل الشركة. وفي بيانها الصادر اليوم الأربعاء، قالت النقابة: "لقد أكّدنا التعطيل الواضح للإنتاج، والإدارة ستندم على هذا الخيار". وأضاف البيان: "كلّما طال أمد الإضراب، زادت معاناة الإدارة، وسينتهي بها الأمر بالركوع والجلوس على طاولة المفاوضات. نحن واثقون من النصر".

وقالت أفريل وو المحلّلة لدى مجموعة "تريندفورس" للبحوث ومقرها في تايبيه لوكالة فرانس برس، إن مصانع "سامسونغ" لأشباه الموصلات مؤتمتة إلى حد كبير، والطلب على اليد العاملة منخفض، ومن المرجح ألا يكون هناك تأثير كبير للإضراب. وقالت النقابة في بيانها "إصراركم ضروري لتحقيق أهدافنا وانتصارنا. لنوحّد جهودنا من أجل حماية حقوقنا ومن أجل مستقبل أفضل"، داعية الموظفين للانضمام إلى الحركة، لا سيما "أولئك الذين ما زالوا مترددين". 

في وقت سابق من هذا العام، عقد أعضاء النقابة وإدارتها جولات من المحادثات حول مطالبة النقابة بزيادة الأجور وظروف عمل أفضل، لكنهم فشلوا في التوصل إلى اتفاق. وفي يونيو/حزيران، استخدم بعض أعضاء النقابة بشكل جماعي إجازاتهم السنوية في إضراب لمدة يوم واحد، والذي قال المراقبون إنه كان أول إضراب عمالي في شركة سامسونغ للإلكترونيات.

وطالبت النقابة في المفاوضات بإجازة ليوم واحد لجميع الموظفين وزيادة كبيرة في الرواتب لـ855 عضوا لم يوقعوا على اتفاقية التفاوض على الراتب لعام 2024. كما طالبت النقابة الشركة بتقديم المزيد من الإجازات مدفوعة الأجر وتقديم تعويضات عن الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها خلال الإضرابات غير مدفوعة الأجر. ورفض الموظفون عرضاً بزيادة الرواتب بنسبة 5.1 % فيما تطالب النقابة أيضاً بتحسين الإجازات السنوية وبالشفافية في ما يتعلق بالمكافآت المستندة إلى الأداء. 

وقال نيل شاه، نائب رئيس شركة "كاونتربوينت ريسيرتش" للبحوث لوكالة فرانس برس إن تأثير الإضراب "يعتمد على عوامل مختلفة، مثل مدة الإضراب وأيام الإنتاج الضائعة واستراتيجية تعويض الخسائر". وأضاف أنه من المهم أيضا معرفة "كيف استعدت إدارة سامسونغ التي كانت تعلم بأن ذلك قد يحصل وإذا ما كانت وضعت حلولاً مسبقة لحل هذه المشكلة بسرعة".

و"سامسونغ إلكترونيكس" هي الشركة الفرعية الرئيسية لمجموعة سامسونغ التي تهيمن على رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وقد أعلنت الأسبوع الماضي أنها تتوقع زيادة في أرباحها التشغيلية بمقدار 15 مرة في الربع الثاني مقارنة بالعام الماضي بفضل ارتفاع أسعار الرقائق وزيادة الطلب على منتجاتها المستخدمة في الذكاء الاصطناعي. وأصبحت أشباه الموصلات في قلب الاقتصاد العالمي، وهي تستخدم في كل شيء بدءاً من الأجهزة المنزلية والهواتف المحمولة وصولاً إلى السيارات والأسلحة. 

(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون