تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الجمعة، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تم التوافق على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين، بما في ذلك الغردقة وشرم الشيخ، وذلك بعد التعاون المشترك الناجح بين الجانبين في هذا الاطار، وبناء على ما توفره المطارات المصرية بالمقاصد السياحية من معايير الأمن والراحة للسياح الوافدين.
وكانت حركة الطيران الروسي إلى المطارات المصرية، خصوصا المنتجعات السياحية على البحر الأحمر، قد توقفت منذ حادث سقوط الطائرة الروسية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2015.
وتستمر الرحلات الروسية حاليا إلى القاهرة وفقا لجدول زمني منتظم من موسكو ومن روستوف، بعدما استأنفت شركة "إيروفلوت" الروسية الحكومية رحلاتها من موسكو إلى القاهرة والعكس، في إبريل/نيسان 2018، بناء على بروتوكول استئناف الرحلات وتأمين المطارات الذي وقّعه البلدان، إلا أن الموعد المبدئي لعودة الطيران إلى مدن البحر الأحمر والأقصر واجه تأجيلا طويلا.
وكان مطارا شرم الشيخ والغردقة يستقبلان نحو 90% من حركة السياحة الروسية إلى مصر قبل حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وكانت السياحة في مدن البحر الأحمر تعتمد بنسبة 92% على الطيران المباشر، وليس الطيران الداخلي الآتي من القاهرة، وأثر إجبار السائحين الروس على استخدام الطيران الداخلي من القاهرة إلى أي مدينة أخرى، للوصول إلى محل إقامتهم، بالسلب على إقبال الروس على الحجوزات الفندقية بنسبة تصل إلى 70%، علماً أن السائحين الروس يمثلون، بحسب إحصاء أجري مطلع عام 2019، نحو 40% من إشغال الفنادق في مدن البحر الأحمر.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن اتصال بوتين والسيسي تناول التباحث حول مجمل موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة تلك المتعلقة بالتعاون في قطاع السياحة.
ونقل عن بوتين تأكيده "حرص بلاده على تعزيز مختلف أوجه العلاقات الثنائية الوثيقة مع مصر"، وإشادته بـ"الشراكة الممتدة بين البلدين الصديقين، وبالإنجازات الملموسة التي حققتها مصر في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإقامة المشروعات القومية الكبرى وتحسين مناخ الاستثمار وتطوير البنية التحتية".
تناول الاتصال أيضا التباحث حول تطورات عدد من أهم القضايا الإقليمية، وعلى رأسها تفاصيل الأوضاع في ليبيا، فضلاً عن مستجدات ملف سد النهضة، وكذلك موضوعات التعاون الثنائي في المجالات الاستثمارية، خاصة ما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، وكذلك محطة الضبعة النووية.
كما تم التوافق حول زيادة التنسيق المتبادل وتعزيز مسار العلاقات الثنائية على كافة المستويات، على نحو يعكس ثقل وأهمية البلدين وتاريخ التعاون المشترك لمواجهة التحديات التي تمس مصالح الدولتين والشعبين الصديقين، خاصةً في ظل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما.
وسبق أن نشرت "العربي الجديد" تقريرا في 22 فبراير/شباط الماضي، أفاد بأن تقرير التفتيش الأخير الذي أعدته اللجنة المكونة من سبعة عشر أخصائيا أمنيا وملاحيا وتقنيا، والذي سجل خلال الزيارة نقطتين سلبيتين فقط، وتدارس مع المسؤولين المصريين كيفية علاجهما سريعا، وتم علاج إحداهما بالفعل خلال فترة إقامة الفريق في مصر، وهو ما يعتبر تقدما كبيرا قياسا بآخر زيارتين لفريق التفتيش إلى المطارات ذاتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 ويناير/كانون الثاني 2020، حيث كان الفريق قد سجل آنذاك 4 ملاحظات سلبية، ما أدى إلى إعلان موسكو إرجاء حسم مصير عودة الرحلات إلى عام 2020، لكن جائحة كورونا ووقف حركة الطيران الروسي إلى معظم عواصم العالم أديا إلى تأجيل الأمر برمته إلى العام الجاري.