سجلت أسعار الأعلاف المركبة في الأشهر الأخيرة في المغرب قفزات كبيرة، ما أثر على قدرة المربين على الشراء، ما يهدد القطاع الحيوي الذي يصل حجم معاملاته إلى 2.7 مليار دولار سنوياً.
يقول محمد عبود، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الدجاج في المغرب، إن أسعار الأعلاف المركبة وصلت إلى 55 سنتا للكيلوغرام، بعدما كانت في حدود 33 سنتا قبل عامين، مشيرا إلى أن ذلك أفضى إلى ارتفاع تكلفة إنتاج الدواجن في الأشهر الأخيرة، خاصة مع الزيادة التي شهدتها أسعار الكتاكيت التي ارتفعت إلى حوالي 60 سنتا عوض 30 سنتاً.
ويعتبر عبود في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن أسعار الأعلاف والكتاكيت (الصيصان) تؤثر على تكاليف المنتجين، خاصة الصغار منهم الذين يتكبدون خسائر كبيرة، خاصة في ظل الديون التي تراكمت في ذمتهم في الفترة الماضية.
وانعكس ارتفاع تكاليف تربية الدواجن على أسعارها في الأسواق، لتشهد زيادات ملحوظة منذ أسابيع. وأشار تجار إلى أن أسعار الدجاج الحي بلغت في سوق التجزئة حوالي دولارين للكيلوغرام الواحد.
غير أن عبود يعتبر أن حركة الأسعار هدأت في الفترة الأخيرة، بفعل تراجع طلب الأسر، لافتا إلى أن سعر بيع الدواجن يصل في الضيعات (المزارع) إلى حوالي 1.7 دولار للكيلوغرام.
ويطالب رئيس الجمعية الوطنية لمربي الدجاج، شركات الأعلاف بمراجعة الأسعار، بعد تراجع أثمان المواد الأولية المستوردة. ويشدد على ضرورة قيام المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، بمراقبة جودة الأعلاف، وحث الشركات على احترام المعايير القياسية في إعدادها.
ويشير إلى أن أسعار الأعلاف تستحوذ على 70% من تكاليف إنتاج الدواجن، وهو ما يعتبر عاملاً حاسماً في تحديد أسعار البيع للمستهلك.
لكنه يلفت أيضا إلى أن أسعار مدخلات الإنتاج ليست وحدها التي تتطلب مراعاتها في التكاليف وإنما أيضا جود الأعلاف، على اعتبار أنه إذا لم تتوفر البروتينات اللازمة فيها فإن ذلك يؤثر ذلك على نمو الدواجن ويُحمل المنتجين تكاليف إضافية.
ويراهن المنتجون على تراجع أسعار المواد الأولية في السوق الدولية، خاصة على مستوى الذرة والصويا، التي يمكن أن يفضي ارتفاع الإنتاج منهما على الصعيد الدولي إلى انخفاض أسعار الأعلاف.
وتتجه الحكومة نحو توقيع عقد برنامج جديد مع الفيدرالية المهنية لمنتجي الدواجن (تجمع أصحاب مزارع الدواجن) والتي ستمتد إلى غاية 2030، بعدما انتهي سريان العقد الذي أبرم قبل 13 عاماً في 2020.
وتشير بيانات وزارة الفلاحة والصيد البحري إلى أن القطاع بات ينتج 690 ألف طن من اللحوم باستثمارات تقدر بحوالي 1.3 مليار دولار، الأمر الذي ساعد في تحقيق معاملات تجارية بلغ حجمها 2.74 مليار دولار سنوياً.
ويتصور عبود أن قطاع تربية الدواجن الذي ينشط فيه حوالي عشرة آلاف مُنتج ويوفر حوالي نصف مليون فرصة عمل، يعاني من عدم وضوح الرؤية في ظل ارتفاع التكاليف وعدم توفر مجازر عصرية وبنيات للتبريد وحفظ اللحوم، بما يساعد على تسويق يؤمن إيرادات للمنتجين الصغار تقيهم خطر ظروف السوق المتقلبة.
ولا تزال أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف تحت السيطرة في المغرب، بينما اضطر منتجون في دول أخرى إلى إعدام قطعان كبيرة من الكتاكيت لعدم القدرة على شراء الأعلاف اللازمة لإطعامها.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يقوم فيها مربو دواجن في مصر بإعدام أعداد كبيرة من الكتاكيت، ما أثار ضجة كبيرة دفعت الحكومة إلى عقد اجتماع مع الجهات المعنية بالقطاع، في محاولة لإيجاد حل لهذه المشكلة. ويعتمد المغرب على استيراد كميات كبيرة من الأعلاف لمواجهة الطلب المحلي، خاصة بعد أن تضررت الزراعة في البلاد بموسمي جفاف أثرا بشكل كبير على إنتاج الحبوب.