قالت صحيفة "ذي فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن خبراء الاقتصاد في اسرائيل يعكفون على اجراء دراسة لقياس الكلفة المحتملة للحرب على غزة، مشيرة إلى أن الضربات التي تعرض لها الاقتصاد الإسرائيلي منذ بدء الحرب على قطاع غزة
وحتى الآن أدت إلى ضرب قطاع السياحة الإسرائيلية التي تمثل نسبة 2.0% من اجمالي الدخل الاسرائيلي. كما أدت الحرب في أسبوعها الاول إلى خفض سعر صرف الشيكل الاسرائيلي. ولكن العملة الاسرائيلية عادت هذا الاسبوع للارتفاع. وذلك حسب صحيفة هآرتس الاسرائيلية.
يذكر أن شركات الطيران الأميركية علقت رحلاتها الى اسرائيل بعد صدور قرار من هيئة الطيران الفدرالية، ثم تلا ذلك قرار شركات الطيران الاوروبية بتعليق رحلاتها الى اسرائيل. ورغم أن شركات الطيران الاميركية عادت لتسيير رحلات إلى إسرائيل، فإن بعض شركات الطيران الاوروبية لا تزال تعلق رحلاتها. وقد أعلنت شركة لوفتهانزا يوم الجمعة أنها لن تسيّر رحلات إلى إسرائيل حتى إشعار آخر.
ورصدت صحيفة "ذي فاينانشيال تايمز" البريطانية في تقرير حول الخسائر الاسرائيلية، حالات بيع للأسهم الاسرائيلية بشكل جماعي. كما أن الشركات الصغيرة والمتوسطة شهدت ارتفاعاً في اسعار التأمين والشحن من والى اسرائيل.
وكانت صناعة السياحة أكثر قطاعات الاستثمارات تضرراً في اسرائيل. وشهدت صناعة السياحة الإسرائيلية قبل الحرب انتعاشةً غير مسبوقةً قبل بدء الحرب، حيث تم الغاء الكثير من الحجوزات. وقدرت شركة العال الاسرائيلية للطيران خسائرها بمبالغ تراوح بين 30 و40 مليون دولار.
وحدت هذه الخسائر بالخبير دان بن ديفيد، مدير أحد مراكز الابحاث في القدس للقول إن "قطاع السياحة لا يشكل حجر زاوية في اقتصادنا" بينما صرح احد الخبراء الاقتصاديين ان شركات التكنولوجيا المتقدمة والموارد التي تشكل صميم الاقتصاد الإسرائيلي لم تتأثر حتى الآن".
وقال ليو ليدرمان كبير الخبراء الاقتصاديين في "بنك هابوعليم" الإسرائيلي "على افتراض أن جولة الحرب الحالية سوف تكون قصيرة مثل سابقتها فسوف ينخفض مؤشر اجمالي الناتج المحلي بمقدار نقطتين مئويتين ولكن سوف يعاود المؤشر الصعود مرة أخرى".
وقالت صحيفة "ذي فايننشال تايمز" ان حركة حماس استطاعت ضرب إسرائيل في الصميم خاصة علي الصعيد الاقتصادي حيث قامت "هيئة الطيران الفيدرالية الاميركية " بفرض حظر مؤقت على الرحلات الجوية إلى مطار اللد في تل أبيب بعد أن سقط صاروخ تم أطلاقه من قطاع غزة على بعد كيلومترين من المطار.
وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس قد بعثت برسالة عبر البريد الإلكتروني لشركات الطيران الأجنبية العاملة في إسرائيل محذرة إياها من أنهم يخططون لاستهداف تلك الرحلات لأن مطار بن جوريون المطار الرئيسي لإسرائيل ويضم بين جنباته قاعدة عسكرية.
وكان موقع "أجناد" الاخباري الفلسطيني قد صرح بأن إغلاق المطار يثبت أن إسرائيل "تكذب حول قدرة نظامها للدفاع الصاروخي المسمى بـ"القبة الحديدية" وأن المقاومة الفلسطينية لديها القدرة على ضرب، ليس فقط المصالح العسكرية لإسرائيل، ولكن كذلك ضرب بنيتها التحتية المدنية أيضاً.
وقالت الصحيفة البريطانية "صحيح ان نصر حماس لم يدم طويلاً حيث اعلنت بعض شركات الطيران عن استأنف رحلاتها، إلا أن هذه الحادثة سلطت الضوء على ضعف الاقتصاد الإسرائيلي وان الجولة الحالية من المواجهات لها تداعيات اقتصادية أوسع نطاقاً مما يتخيل البعض، خاصة وهي تدخل أسبوعها الثالث. ويذكر أن شركة لوفتهانزا الالمانية قد أعلنت يوم الجمعة الاستمرار في تعليق رحلاتها الى اسرائيل.
وقالت "ذي فاينانشيال تايمز" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يؤكد طوال الوقت انه وحكومته قادران علي حماية الإسرائيليين واقتصادهم من المخاطر الإقليمية حيث ان إسرائيل لديها علاقات تجارية عميقة مع أوروبا والولايات المتحدة اكثر من علاقتها التجارية مع جيرانها، فقد شهدت مؤشرات المخاطر الخاصة بالاقتصاد الإسرائيلي ارتفاعاً ملحوظاً بعدما اعلن قادة إسرائيل ان الجولة الحالية من المواجهات لن تنتهى الا بعد ان يتم اضعاف قدرات حماس العسكرية وان تتوقف حماس عن اطلاق الصواريخ من قطاع غزة.