تشهد فرنسا، اليوم الثلاثاء، موجة جديدة من الاحتجاجات والإضرابات على مستوى البلاد، احتجاجاً على خطط الرئيس إيمانويل ماكرون لتأخير سنّ التقاعد عامين، ليصبح 64 عاماً.
تتسم الاحتجاجات بالسلمية إلى حد بعيد حتى الآن، لكن خيّم على مسيرات الأسبوع المنصرم بعض من أسوأ أعمال العنف في الشوارع منذ سنوات.
وتصاعد الغضب منذ أن دفعت الحكومة بمشروع القانون عبر البرلمان دون تصويت في منتصف مارس/ آذار، إذ أشارت استطلاعات للرأي إلى أن الأمور ساءت بعد لقطات أظهرت عنف الشرطة.
وحطم محتجون من جماعة "بلاك بلوك" نوافذ محلات، ودمروا محطات حافلات، ونهبوا فرعاً لسلسلة مطاعم ماكدونالدز في باريس خلال أحدث أيام الاحتجاجات التي عمّت فرنسا. وشهدت مدن أخرى أعمال عنف مشابهة.
وحذّر وزير الداخلية جيرالد دارمانان أمس الاثنين، من "مخاطر حقيقية للغاية" من أن يندلع المزيد من العنف اليوم الثلاثاء، في العاصمة وخارجها. وقال وفقاً لوكالة "رويترز"، إن جماعات تنتمي إلى أقصى اليسار تريد "إحراق فرنسا"، وإن بعضها جاء من الخارج.
ونصحت الشرطة أصحاب المحلات الواقعة في خط سير الاحتجاج بإغلاقها اليوم.
تعطل حركة النقل
وستتعطل خدمات القطار والرحلات الجوية، وستغلق بعض المدارس أبوابها مثلما كان الحال في أيام الإضرابات السابقة منذ منتصف يناير/ كانون الثاني.
وطلبت المديرية العامة للطيران المدني من شركات الطيران إلغاء 20% من رحلاتها في مطار باريس ــ أورلي ومرسيليا (جنوب) وتولوز وبوردو (جنوب غربي) الثلاثاء والأربعاء.
Action à l'aéroport de Biarritz ! On est laaa ! pic.twitter.com/2iFOGFnbJt
— Solidaires 64 (@Solidaires64) March 28, 2023
كذلك ستكون حركة القطارات في الضواحي وقطارات المترو "مضطربة جداً" في باريس ومحيطها اليوم الثلاثاء، وفق شركة "إر آه تي بي" العامة للنقل في باريس.
وكانت ست من بين سبع مصافٍ للتكرير في فرنسا مغلقة أو تعمل بقدرة أقل أمس، كذلك أغلقت موانئ الغاز الطبيعي المسال.
ونفد البنزين أو الديزل من أكثر من 15% من محطات البنزين الاثنين بسبب إضراب في المصافي.
وفي باريس، ظلّ متحف اللوفر، أكثر المتاحف إقبالاً في العالم، مغلقاً أمس الاثنين، بسبب غياب عدد من الموظفين.
وفي شوارع العاصمة التي تشهد إضراباً لجامعي القمامة منذ ثلاثة أسابيع، تراجع حجم النفايات المتراكمة ببطء مع بقاء 7828 طناً في الشوارع.
وطلبت النقابات سحب مشروع القانون أو إيقافه بعض الوقت لتهدئة الأمور. وأُقرَّ التشريع، لكنه لم يُنشر بعد، بانتظار مراجعة المجلس الدستوري.
ورد الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه على أتمّ الاستعداد للحديث مع النقابات، ولكن بخصوص أمور أخرى.
محاولات للتهدئة
من جانبها، بدأت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن، سلسلة واسعة من المشاورات على مدى ثلاثة أسابيع اعتباراً من أمس الاثنين، مع نواب والأحزاب السياسية وممثلين محليين وشركاء اجتماعيين إذا أرادوا ذلك.
تقترح بورن التي ترفض المطالب بتعليق الإصلاح أو سحبه، "استئناف العمل" مع النقابات حول نقاط مختلفة من صعوبة توظيف مسنين إلى تغيير المهنة.
وكرّر الأمين العام لنقابة "سي اف دي تي" الإصلاحية لوران بيرجيه موقفه الاثنين، بتعليق الإصلاح، مشيراً إلى أنه لن يقبل "يد (بورن) الممدودة" إلّا بهذا الشرط.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)