تستعد البورصة القطرية لاستقبال أول طرح عام أولي فيها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات في اختبار للوائح الجديدة التي تبنتها الدوحة، في الوقت الذي يتوقع فيه أن تحقق البورصة أرباحا في العام الماضي بأكثر من 15% كنتيجة متوقعة للعام الذي شهد استضافة قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وقد تجمع شركة ميزة لخدمات تكنولوجيا المعلومات ما يصل إلى 911 مليون ريال (249 مليون دولار)، عندما تبدأ في 15 يناير/كانون الثاني في طرح ما نسبته 50 بالمئة من أسهمها، وفقا لآلية البناء السعري الجديدة في الدوحة، والتي تتيح للشركات تقديم نطاق سعري لاختبار شهية المستثمرين وتحديد التسعير.
وتحوّل قطر، أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، والتي استضافت بطولة كأس العالم لكرة القدم في نسختها لعام 2022، تركيزها على تنويع مصادر دخل الاقتصاد من مجالات أخرى غير الغاز.
وتتضمن تلك الاستراتيجية تعزيز سوق الأسهم من خلال إتاحتها أمام قاعدة أوسع من المستثمرين وعرض المزيد من عمليات الإدراج.
تحوّل قطر، أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، تركيزها على تنويع مصادر دخل الاقتصاد من مجالات أخرى غير الغاز
وقال أسامة علي، رئيس الخدمات المصرفية العالمية في "إتش.إس.بي.ٍسي" في قطر، لوكالة "رويترز": "الآن، وبعد نجاح استضافة كأس العالم، يمكننا أن نرى أن التركيز يتحول إلى مجالات تنويع أخرى".
وتسبب غياب عمليات الإدراج إلى وجود طلب كامن على الطروحات الجديدة، وهو ما تدركه الشركات التي بدأت في حجز أدوار لها.
وقال علي إنه من المتوقع أن تشهد البورصة القطرية نشاطا في النصف الأول من العام، مضيفا أنه قد يتم طرح ما يصل إلى ست شركات للاكتتاب العام خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة.
كما أدت القواعد الجديدة، التي تبنتها قطر خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى اختصار فترة التسوية، إذ يتم نقل ملكية الأسهم في غضون يومين بعد إتمام الصفقة، إلا أن مشاركة المستثمرين الأجانب في الطروحات العامة ما زالت محظورة، رغم أنه يسمح لهم بشراء وبيع أسهم الشركات القطرية المدرجة.
وقال بسام سليم، مدير المحافظ في "أفينتيكم كابيتال مانجمنت" في الدوحة، لـ"رويترز"، إن البلاد تتوافر بها الشركات الحكومية والخاصة الجذابة الجاهزة للطرح للاستثمار العام، مضيفا أنه لن يكون من المستغرب رؤية إعلانات اكتتابات عامة قوية على المدى المتوسط.
وتوقع علي، المسؤول في "إتش.إس.بي.ٍسي"، والذي يقدم استشارات لمساهمين رئيسيين في قطر، أن تكون الخطوة التالية هي إتاحة الشراء في الاكتتابات العامة أمام المستثمرين الأجانب.
مدير المحافظ في "أفينتيكم كابيتال مانجمنت": قطر تتوافر بها الشركات الحكومية والخاصة الجذابة الجاهزة للطرح للاستثمار العام
وأوضح أنه "يتم اختبار بناء سجل الأوامر بهذا الاكتتاب العام، وأرى أنه سيتم التوسع فيه في النهاية بصورة تدريجية، في البداية مع المؤسسات المحلية، ثم يمكن توسيعها لتشمل المستثمرين الأجانب".
أرباح قياسية في 2022
في السياق، توقع خبراء ومحللون اقتصاديون في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، نشرتها اليوم الثلاثاء، أن تنمو الأرباح الإجمالية السنوية لشركات البورصة بنسبة تراوح بين 12 و20 بالمائة.
وقال المحلل المالي رمزي قاسمية لـ"قنا": "في استقراء لنتائج الشركات عن كامل عام 2022، نجد أن عدة قطاعات قد تفاعلت إيجابيا مع أحداث العام، والمتمثلة بارتفاع أسعار الطاقة، وبالتالي صعود أسعار السلع عالميا نتيجة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية".
وتوقع قاسمية أن تسجل شركات قطاع الصناعة أرباحا بحوالي 14.7 مليار ريال وبنسبة نمو 12 بالمائة مقارنة مع أرباح عام 2021.
وأضاف المحلل المالي أن قطاع البنوك (المالي) هو القطاع الأكثر مساهمة في أرباح الشركات المدرجة، حيث تمثل أرباحه أكثر من 50 بالمائة من الأرباح الإجمالية لتلك الشركات، متوقعا أن تسجل شركات القطاع المالي نموا في أرباحها السنوية بنسبة 5 في المائة مقارنة مع العام السابق، 2021.
كما توقع أن يحقق قطاع الخدمات نموا في أرباحه السنوية بنسبة 10 بالمائة، والنقل 12 بالمائة، والعقارات 18%.
وفي السياق نفسه، توقع الخبير الاقتصادي تامر حسن ارتفاعا في الأرباح المجمعة للشركات خلال عام 2022 بما لا يقل عن 15 بالمائة.
وقال حسن لـ"قنا" إنه يتوقع "ارتفاعا في كافة القطاعات المدرجة في البورصة القطرية، وتحول الشركات الخاسرة في نهاية عام 2021 إلى شركات رابحة، لأن أغلب هذه الشركات استفادت من المونديال، حيث بلغت عوائد مونديال قطر الأعلى في تاريخ بطولات كأس العالم بقيمة 17 مليار دولار، بحسب الأرقام الرسمية المعلنة".
وبين أن التوقعات تشير إلى أن اقتصاد قطر سينمو بنسبة 3.4 بالمائة في 2022 و2023، بفضل زخم استضافة كأس العالم، إضافة إلى أن الأرباح والعوائد المحققة والفوائد الربحية المحققة سوف تضاف إلى نتائج أعمال الشركات في نهاية هذا العام.
(الدولار = 3.64 ريالات قطرية)
(رويترز، قنا، العربي الجديد)