قفزات الأسعار في الجزائر تطاول الذهب: لا زينة ولا ادخار

لم يسلم الذهب من موجات الغلاء التي عصفت بمختلف السلع في الجزائر بعد تهاوي الدينار وكبح الواردات. ولم يعد بريق الذهب يغري الجزائريين، فالقفزات التي عرفتها أسعاره قلصت من الإقبال على شرائه لغرض الزينة أو الاستثمار، أو حتى لاكتنازه "لوقت الضيق".

وعرفت أسعار المعدن الأصفر ارتفاعات متكررة منذ بداية 2022 أوصلت سعر الغرام الواحد إلى ما بين 7700 دينار (55.11 دولاراً) و8000 دينار (57.14 دولاراً) قبل أن يُخفض الركود الذي مس تجارة الذهب سعر الغرام الواحد من الذهب إلى 7 آلاف دينار (48.27 دولاراً) للذهب المحلي 24 قيراطاً.

أما الذهب المستورد الإيطالي الأكثر تداولا في البلاد فقد استقر عند عتبة 7500 دينار للغرام (51.72 دولاراً)، وهي أسعار تبقى مرتفعة وفوق قدرات شريحة كبيرة من المجتمع في بلد يُقدر فيه الراتب الوطني الأدنى المضمون بـ20 ألف دينار (142 دولاراً).

ويقول عبد الكريم زان الذي يعمل في صناعة الحلي الذهبي في سوق "زنقة العرايس" المشهور بمحافظة البليدة (50 كم جنوب العاصمة) لـ "العربي الجديد" إن "العائلات الجزائرية أصبحت أكثر حرصا في إنفاق أموالها، وتغيرت أولوياتها حيث أصبح السكن وضمان مصاريف التعليم لأبنائها الأهم الآن، كما أن غلاء المعيشة جعل الكثير من الأسر لا تدخر أموالا كما كان عليه الحال سابقا وبالتالي تراجع الإقبال على شراء الذهب".

أسواق

التحديثات الحية

ارتفاع الذهب 1% وسط ضعف الدولار ومخاوف رفع الفائدة

بدوره يشرح محمد صبايحي بائع مجوهرات في السوق ذاته لـ "العربي الجديد" أنه يعمل بهذه السوق منذ قرابة 30 سنة، "وتعتبر هذه الفترة الأقل إقبالا منذ سنوات طويلة فحتى في العشرية السوداء (1990/2000) كانت العائلات تشتري الذهب للزينة أو لاكتنازه كما هو معروف في التقاليد الجزائرية، واليوم الكثيرون أصبحوا يفضلون الحلي الذي لا يتعدى وزنه 3 غرامات (الخواتم وحلقات الأذن)".

من جانبها، تلفت أم الخير (ربة منزل) لـ "العربي الجديد" إلى أن "الذهب أصبح شيئا لا يعنيها وعندما تريد شراء أي حلي من الذهب، فإنها تضع شرطين الأول الوزن الخفيف والثاني قبول البائع الأقساط الشهرية".

أما نادية (ممرضة) فتكشف لـ "العربي الجديد" أنها أصبحت تشتري الذهب المُقلد خاصة المستورد من تركيا لاستعماله في الأفراح والمناسبات العائلية، مضيفة أن "الكثير من العائلات باتت تتجه لتأجير أطقم الذهب أو شراء الذهب المُقلد، وذلك في ظل عجزها عن شراء طقم كامل من الذهب الذي لا يقل سعره عن 140 ألف دينار (1240 دولاراً)".