تشهد العلاقات الاقتصادية بين قطر وفرنسا ازدهاراً ملحوظاً، مع تدفق التجارة الثنائية والاستثمار الأجنبي المباشر، الذي تحركه أهداف اقتصادية إضافية محددة في جميع قطاعات الصناعة، بما يتماشى مع أهداف التنويع الاقتصادي القطري.
وأوضح تقرير مشترك لوكالة ترويج الاستثمار في قطر، و"بزنس فرانس" الوكالة القومية لدعم وتنمية الاقتصاد الفرنسي حول العالم، أن حجم التجارة الثنائية بين قطر وفرنسا تخطى أكثر من مليار دولار سنوياً منذ عام 2014، حتى بلغ قرابة 1.7 مليار دولار في عام 2021. كما أن إجمالي الاستثمارات الفرنسية المباشرة في قطر، وفقاً لبيانات بنك فرنسا، آخذة في الازدياد منذ عام 2008، إذ بلغت 1.16 مليار دولار في عام 2021، في ظل وجود أكثر من 120 شركة فرنسية، وأكثر من 80 وكالة فرنسية مسجلة في قطر حتى الآن.
وسلط التقرير الصادر عن الجهتين حول "العلاقات التجارية الثنائية والاستثمار الأجنبي المباشر بين قطر وفرنسا"، الضوء على العديد من أوجه التعاون والاتفاقيات والشراكات التي ساهمت في ترسيخ العلاقات الاقتصادية والسياسية بين قطر وفرنسا على مدى العقود الخمسة الماضية من العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين، وفقا لوكالة الأنباء القطرية "قنا".
وأوضح التقرير على نحو مماثل، أن قطر تتمتع بحضور قوي في فرنسا من خلال استثماراتها في قطاعات العقارات والتجزئة والنقل والتمويل والرياضة والسلع الترفيهية، بما في ذلك القطاع الخاص الفرنسي، سواء على مستوى الشركات الضخمة أو المشاريع المبتكرة صغيرة ومتوسطة الحجم.
وفي إشارة إلى التطورات الثنائية الإيجابية في مجالات التجارة والاستثمار الأجنبي المباشر، أشاد الرئيس التنفيذي لوكالة ترويج الاستثمار في قطر، علي بن الوليد آل ثاني، بالتعاون مع وكالة بزنس فرانس في إصدار التقرير الشامل، الذي يتناول العلاقات التجارية الثنائية والاستثمارات الأجنبية الهامة بين قطر وفرنسا.. وأشار إلى أنه يأتي مكملا لجهود الوكالة المتواصلة لربط المستثمرين بعدد وافر من الفرص الناشئة في قطر، والتي سترتقي بهذا التعاون متعدد الأوجه إلى آفاق جديدة.
من جانبه، شدّد الرئيس التنفيذي لوكالة "بزنس فرانس" لوران سان-مارتن على متانة العلاقات الاقتصادية بين فرنسا وقطر، التي تتميز بالنمو المستمر في التجارة والاستثمارات الأجنبية المباشرة الكبيرة في كلا الاتجاهين، لافتا إلى أن مبادرات "بزنس فرانس" أتاحت تعزيز العلاقات التجارية مع قطر، ومنحت الفرصة لبناء شراكات دائمة في القطاعات الرئيسية، مثل الطاقة، والنقل والبنية التحتية والتكنولوجيا.
وتحتل قطر المرتبة الثامنة في قائمة عملاء فرنسا في منطقة الشرق الأوسط، والمرتبة الرابعة في قائمة أوجه الفائض التجاري لفرنسا على صعيد المنطقة، بقيمة تبلغ 321 مليون يورو.
وتأتي فرنسا في مرحلة متقدمة في قائمة وجهات الاستثمارات المباشرة القطرية، التي تبلغ قيمتها في فرنسا 25 مليار يورو، وذلك بعد المملكة المتحدة وقبل الولايات المتحدة الأميركية. إذ تستحوذ قطر على نسبة 100 % من نادي باريس سان جيرمان، و100 % من عمارة الإليزيه، 85.7 % من رويال مونسو، وغيرها الكثير.
وأُنشئ صندوق استثمارات ثنائي في عام 2013 اسمه "أبطال المستقبل الفرنسيون"، يكمن أحد أهدافه في الاستثمار في المنشآت صغيرة ومتوسطة الحجم والمنشآت وسيطة الحجم. ويمثل الصندوق ثمرة الشراكة بين المصرف العام للاستثمار وصندوق الثروة السيادي لدولة قطر.