قناة السويس فقدت ما يقرب من ثلثي إيراداتها في مايو

09 يونيو 2024
قناة السويس المصرية - 19 ديسمبر 2021 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت عائدات قناة السويس تراجعًا كبيرًا بنسبة 64.3% في مايو/أيار مقارنة بالعام السابق، مع انخفاض عدد السفن العابرة بسبب التوترات الجيوسياسية وهجمات الحوثيين.
- هجمات الحوثيين على السفن التجارية أدت إلى تغيير مسارات الشحن بعيدًا عن قناة السويس، مما أثر سلبًا على إيرادات مصر من القناة بخسارة مليارات الدولارات.
- هيئة قناة السويس تعلن عن تجديد الحوافز والتخفيضات للسفن حتى نهاية 2024 لمواجهة التحديات الاقتصادية، بما في ذلك تراجع الإيرادات بنسبة 60% بسبب التوترات.

سجلت عائدات قناة السويس تراجعاً جديداً في شهر مايو/أيار، إذ انخفضت بنسبة 64.3% على أساس سنوي لتسجل 337.8 مليون دولار، وفقاً لما ذكرته جريدة المال المصرية، كما تراجع عدد السفن العابرة للقناة خلال الشهر الماضي إلى نحو 1100 سفينة. وواصلت إيرادات قناة السويس سلسلة التراجع التي بدأتها منذ بداية العام الحالي، على خلفية التوترات الجيوسياسية في المنطقة، وبالتزامن مع تزايد هجمات الحوثيين على السفن المتعاونة مع إسرائيل، لدفعها إلى وقف عدوانها الغاشم على قطاع غزة المحاصر. وبمقارنة الحصيلة المجمّعة لإيرادات القناة خلال مايو الماضي مع الرقم المسجل خلال الشهر نفسه من 2023، والبالغ نحو 648 مليون دولار، يكون التراجع السنوي في الإيرادات بنسبة %64.3.

وقناة السويس من أهم الممرات الملاحية في العالم، وأقصر طرق الشحن بين أوروبا وآسيا، وأحد أهم مصادر العملة الأجنبية للاقتصاد المصري. وتأثرت القناة كثيراً نتيجة شنّ الحوثيين هجمات عديدة على سفن تجارية في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إذ اضطر العديد من السفن إلى تحويل مساراتها باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح، ما حرم مصر من عدة مليارات من الدولارات.

وأوضحت مصادر مطلعة للجريدة المصرية، أن أعداد السفن العابرة خلال شهر مايو الماضي سجلت 1111 سفينة، مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2023، التي سجلت عبور 2396، أي بفارق 1285 سفينة.

وتضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي منذ ما يزيد على ثمانية أشهر، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغّلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها. وشكّلت واشنطن ولندن وعواصم غربية أخرى تحالفاً لمنع هجمات الحوثي في مضيق باب المندب، لتردّ جماعة الحوثي بوضع السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

وفي محاولة لاستعادة السفن والشاحنات الفارَّة إلى طريق رأس الرجاء الصالح، أعلنت هيئة قناة السويس نهاية الأسبوع الماضي عن تجديد الحوافز والتخفيضات المقدمة لأنواع عدة من السفن، على رأسها الحاويات والصب الجاف وناقلات البترول الخام ومشتقاته بنسب تراوحت بين 10% إلى %75، على أن تستمر حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.

وأوضحت مصادر لموقع almalnews.com المصري أن تراجع أعداد السفن، صاحبه انخفاض في إجمالي الحمولات بنسبة %68.5؛ إذ سجل مايو 2024 نحو 44.9 مليون طن، مقابل عبور 142.9 مليون خلال الشهر نفسه من العام الماضي، أي بفارق 98 مليون طن. وبلغت عائدات قناة السويس 10 مليارات دولار في 2023، وسجّلت الإيرادات زيادة بنحو 63% خلال الأعوام العشرة الأخيرة، إذ ارتفعت من 5.4 مليارات في 2014/2013 إلى 8.8 مليارات في السنة المالية المنتهية بنهاية يونيو/حزيران الماضي.

وقبل نحو ثلاثة أسابيع، وعلى هامش مشاركته في أعمال مؤتمر صنع السياسة الاقتصادية المنعقد في القاهرة، في وقت دخلت فيه أزمة البحر الأحمر شهرها السابع، قال وزير المالية المصري محمد معيط إن تقديرات بلاده تشير إلى تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60%، بسبب توترات البحر الأحمر القائمة.

وقال الوزير المصري إن "هناك تقديرات بتراجع عوائد قناة السويس بنحو 60% بسبب التوترات بمنطقة البحر الأحمر، بينما تتزايد المصروفات العامة". واعتبر معيط أن أزمة البحر الأحمر، إلى جانب تباطؤ النشاط الاقتصادي وتراجع حركة التجارة والسياسات التقييدية المتبعة للتعامل مع الآثار التضخمّية للأزمات العالمية، تؤثر سلباً على الإيرادات الضريبية وغير الضريبية لمصر.

والشهر الماضي، جدد الرئيس المصري قوله إن أزمة نقص الدولار في مصر كانت وما زالت تمثل تحدياً للدولة، على الرغم من استقبال البلاد أكثر من 50 مليار دولار من التدفقات الخارجية، من الإمارات العربية المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومستثمري الأموال الساخنة.

المساهمون