في إطار معركة تحرير الودائع المحتجزة في المصارف اللبنانية منذ عام 2019، تمكّن اليوم الثلاثاء المودع محمد عيسى من الحصول على وديعته البالغة قيمتها 5200 دولار أميركي، بعد اقتحامه فرع بنك البحر المتوسط، "ميد"، في منطقة جب جنين، في محافظة البقاع.
وأعلنت جمعية صرخة المودعين، المختصة بالدفاع عن المودعين في المصارف اللبنانية، بحسب ما تعرّف عن نفسها، عبر منصّة "إكس"، أن المودع موقوف الآن في مخفر بيادر العدس، في البقاع، مطالبة بالإفراج الفوري عنه.
وقالت الجمعية إن المودع محمد عيسى، بعدما تمكّن من تحرير وديعته بالقوّة، سلّم الأموال لابن عمّه، ثم سلّم نفسه للقوى الأمنية، مشيرة إلى أن والده يعاني من مرض خطير والبنك رفض إعطاءه وديعته.
وكشف مصدر من الجمعية لـ"العربي الجديد"، أن المودع لجأ منذ نحو شهرٍ إلى الجمعية للمساعدة في الحصول على وديعته أو جزء منها لحاجته إلى مبلغ مالي لشراء كرسي طبي لوالده الذي يعاني من إعاقة جسدية، وجرى التواصل مع إدارة البنك ومدير الفرع الأساسي لإعطائه 1000 دولار أو 500 دولار، عندها وافقوا على ذلك بشرط إقفال الحساب وإعطائه شيكاً بما يبقى من أمواله، فكان الرفض.
ولفت إلى أن حساب المودع الأساسي هو في فرع شتورا، البقاع، لكنه قصد فرع جب جنين، لأن الأول كان محصّناً كلّه.
وأشار المصدر إلى أنه إزاء رفض الإدارة التجاوب مع مطلب محمد، قرّر اليوم، الدخول إلى المصرف واستيفاء حقه بنفسه، فأحضر معه مسدساً، لكنه كان بلاستيكيّاً، وقنبلة "حقيقية"، وتمكن بفعل ذلك من الحصول على كامل وديعته، فأعطاها لقريبه، الذي بدوره أخذ المال وخرج من باب خلفي، أما المودع فقد سلّم نفسه إلى الأجهزة الأمنية.
🔵عاجل المودع محمد عيسى يحرر وديعته بالقوة البالغة 5200 دولار بعد أن أقتحم #بنك_البحر_المتوسط فرع جب جنين @Bankmedleb pic.twitter.com/XytK1Ihd7w
— جمعية صرخة المودعين (@sarkhitmoudiin) September 26, 2023
وشهد لبنان العديد من عمليات اقتحام المصارف بهدف تحرير الودائع المحتجزة منذ بدء الأزمة الاقتصادية أواخر عام 2019 والتي تتحكم البنوك بطريقة تسديدها للمودعين، وفق تعاميم أصدرها البنك المركزي وعمدت إلى قضم نسب كبيرة من قيمتها.
وعمدت المصارف إلى إقفال أبوابها أكثر من مرة بوجه المودعين في معرض ردّها على هذه العمليات، وفرض إجراءات متشددة قبيل استقبال أي عميل، بذريعة الحفاظ على أمنها وسلامة موظفيها.
ونظم المودعون تحركات كثيرة، ولا سيما في بيروت ضدّ البنوك، عمدوا خلالها إلى تكسير واجهات المصارف وأجهزة الصراف الآلي، وتوجهوا بعدها إلى منازل مسؤولين مصرفيين، للمطالبة بتحرير كامل ودائعهم، والحصول عليها نقداً، وبعملة الإيداع، بيد أنهم لا يزالون حتى اليوم يعانون من ابتزاز البنوك لهم وتحكمها بجنى عمرهم.
🔵خاص #جمعية_صرخة_المودعين.
— جمعية صرخة المودعين (@sarkhitmoudiin) September 26, 2023
من أمام #بنك_ميد فرع جب جنين بعد تحرير المودع محمد عيسى وديعته بالقوة وتسليم الأموال لأبن عمه وثم سلم المودع محمد عيسى نفسه إلى القوى الأمنية
تطالب جمعية صرخة المودعين القضاء والقوى الأمنية الأفراج الفورية عن المودع محمد عيسى
الذي يعاني والده من… pic.twitter.com/lCRwu2yrhP
وعلى الرغم من إعلان حاكم مصرف لبنان بالإنابة، وسيم منصوري، فور تسلّمه الحاكمية، في مطلع شهر أغسطس/آب الماضي، عدم المسّ بالاحتياطي الإلزامي، ورفضه إقراض الدولة اللبنانية، بيد أنه في الوقت نفسه، لم يُفرج بعد عن أموال المودعين التي لا تزال تخضع لتعاميم، تزيد من خسائرهم.
تحالف متحدون
في سياق متصل، أعلن "تحالف متحدون"، أن "اتحاد المودعين في مصارف لبنان أنجز الخطوات القانونية وأبصر النور رسمياً اليوم الثلاثاء".
وقال في بيان، إن اتحاد المودعين في مصارف لبنان، قرّر أن يرفع شعار "لكل مودعي لبنان، معاً أقوى"، وأنجز الخطوات القانونية المطلوبة لتأسيسه واكتسابه الشخصية القانونية.
وأشار إلى أن مبادئ الاتحاد تقوم على التزام بذل كل جهد ممكن لاستعادة الودائع كاملة بعملة الإيداع وتعويض المودعين عن خسائرهم، إن طوعاً أو بالقوة والقانون.
ومن أهداف الاتحاد، كما وردت في نظام الجمعية الأساسي، العمل على تمكين المودعين من استعادة كامل الودائع في المصارف اللبنانية وتعويض الخسائر التي تعرضوا لها ولا سيما أصحاب الحسابات بالعملة الوطنية، في إطار المساعدة على معالجة وتخطي الأزمة المالية والمصرفية التي حلت بالبلد، مع الابتعاد الكامل عن كل أشكال التسييس لقضية المودعين. إلى جانب بذل الجهود الممكنة لأجل التواصل البناء بين المودعين في بيروت وسائر المناطق اللبنانية، مقيمين ومغتربين، بغية وضع إطار مهني وقانوني جامع وموحّد يمثل المودعين ويساهم في حل قضيتهم وفق السبل المتاحة الممكنة.
كذلك، يهدف الاتحاد إلى تحفيز المودعين وكل من يدعم قضيتهم من محامين وممثلي هيئات وخبراء علميين وسواهم على العمل معاً من أجل الانخراط في عمل جماعي يعزز التواصل شبه المفقود بينهم.
أيضاً، يهدف الاتحاد إلى المساهمة في إصلاح الخلل الحاصل في القطاع المصرفي اللبناني الذي لا يقوم إلا بجناحيه، المصارف والمودعين، تلافياً لمزيد من الانهيار، وتعزيزاً للعمل المصرفي السليم .