أكدت مصادر مقربة من رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، لـ"العربي الجديد"، أن إنتاج ليبيا من النفط سيرتفع بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة وصولا إلى 750 ألف برميل يوميًا في نهاية العام الحالي، وذلك من نحو 260 ألفاً هو إنتاج يومي مرتقب خلال الأسبوع المقبل.
وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن المؤسسة تدرس رفع القوة القاهرة عن حقل الفيل النفطي (جنوب)، وميناء السدرة (وسط البلاد)، مشيرا إلى أن كميات النفط المخزنة حاليا تبلغ 3.5 ملايين برميل.
ويقع ميناء السدرة التابع لشركة الواحة للنفط على الساحل الليبي، على بعد نحو 180 كيلومترا من مدينة سرت، ومنه يصدر النفط إلى الخارج. ويأتي ذلك بعد رفع المؤسسة الوطنية للنفط في البلاد القوة القاهرة عن الصادرات من ثلاثة موانئ نفطية (الحريقة والزويتينة والبريقة)، قالت إنها "آمنة" لأنها خالية من الجماعات المسلحة والمرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط إن الإنتاج سيصل إلى 260 ألف برميل يوميا خلال الأسبوع المقبل، مع عودة العمال إلى الحقول التي تغذي بالخام ميناءي البريقة والحريقة بشرق البلاد.
وكشفت تقارير حديثة للمؤسسة الوطنية للنفط أن الضرر من الحصار النفطي لا يقتصر على المدى القصير فقط من وقف للصادرات، لكنه أثر سلبًا على كل من البنية التحتية وآبار النفط، لذا فإن زيادة الإنتاج في نهاية المطاف سوف تتطلب إنفاق الأموال على إعادة تأهيل الآبار وخطوط الأنابيب. وأوضحت التقارير أن انهيار البنية التحتية لقطاع النفط تسبب في تآكل الخزانات وبعض المعدات السطحية.
من جانبه، قال رئيس شركة الخليج العربي للنفط "أجوكو"، محمد بن شتوان، لـ"العربي الجديد"، إن إعادة التشغيل والبدء في العمليات الإنتاجية بحقلي السرير ومسلة، سيبدأ عقب نقل مليون برميل نفط من خزانات ميناء الحريقة النفطي. ويبلغ إنتاج الشركة 300 ألف برميل يوميًا في الأوقات العادية، حسب بيانات رسمية.
وتعتبر شركة "الخليج العربي للنفط" من كبريات الشركات المملوكة بالكامل لمؤسسة النفط الليبية الحكومية وتدير 8 حقول نفطية، وميناء لتصدير النفط الخام هو الحريقة، ومصفاتين لتكرير النفط.
وكان اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد أعلن، في وقت سابق، استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي بعد أكثر من 240 يوماً من الإغلاق.
وقال الخبير النفطي محمد أحمد، لـ"العربي الجديد"، إن توقف الحقول النفطية لفترة طويلة تسبب في أضرار بالغة لحقت بمواقع الإنتاج والتصدير وإغلاق الأنابيب وغيرها من منشآت وبنيات تحتية، ومع الانخفاض الحاد في الأسعار العالمية، فإن اتخاذ تدابير علاجية بات أمراً ملحّاً.
وتمتلك ليبيا أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في أفريقيا، حيث تبلغ 48.4 مليار برميل، ويشكل قطاع الهيدروكربونات العمود الفقري للاقتصاد الليبي، إذ تمثل عائدات النفط أكثر من 90 في المائة من إجمالي الإيرادات الحكومية.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أن إيرادات صادرات النفط والغاز والمكثفات لشهر يوليو/ تموز 2020 بلغت 38.2 مليون دولار، مسجلة بذلك تراجعا كبيرًا مقارنة بإيرادات شهر يوليو/ تموز 2019 والبالغة 2.1 مليار دولار.