- بعثة الاتحاد الأوروبي (يوبام) تدعم السلطات الليبية في تأمين وإدارة الحدود، مع التركيز على منطقة العسة ومعبر رأس جدير، بالإضافة إلى الحدود البحرية.
- إعادة فتح المعبر يعد خطوة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين ليبيا وتونس ويظهر التزام الجانبين بتأمين وإدارة الحدود بشكل فعال، بعد فترات من الاشتباكات والاحتجاجات.
أعلنت ليبيا رسمياً عودة التبادل التجاري مع تونس وفتح معبر رأس جدير البري الحدودي بين البلدين المغلق منذ 50 يوماً. وقال وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية عماد الطرابلسي: "اتفقنا على فتح معبر رأس جدير الحدودي البري بين ليبيا وتونس"، وفق تصريح مصور له نشرته صفحة وزارة الداخلية الليبية عبر "فيسبوك".
وأضاف الطرابلسي عقب مباحثات بقصر قرطاج الرئاسي في تونس العاصمة جمعته مع الرئيس قيس سعيّد ووزير الداخلية كمال الفقي، الاثنين: "من الآن، ستُعطى التعليمات للجهات المختصة الليبية والتونسية بالبدء في فتح معبر رأس جدير واتخاذ جميع الإجراءات". ولفت الوزير الليبي إلى أن قرار إعادة فتح المعبر جاء "بعدما اكتمل العمل الأمني والتجهيزات الأمنية".
وأكد أن "المعبر سيُفتح أمام المسافرين الليبيين والتونسيين من ليبيا لتونس ومن تونس لليبيا حسب القوانين في البلدين، وكذلك سيعود التبادل التجاري بيننا". وشدد الطرابلسي على أنّ "المعبر لن يستخدم للجريمة ولا للتهريب فهو يخضع للقانون".
واتفقت لجنة مشتركة بين الجانب الليبي وبعثة الاتحاد الأوروبي (يوبام)، الثلاثاء الماضي، على دعم قدرات السلطات الليبية في تأمين وإدارة الحدود مع تونس. وقالت البعثة بعد اجتماع بطرابلس هو الأول للجنة إن الجانبين استعرضا "الأنشطة التي نفذتها البعثة خلال المدة الماضية، وتناولا خطتها للفترة من مايو/ أيار 2024 إلى يونيو/ حزيران 2025 (نهاية تفويض البعثة)، بحيث تتم مواءمتها مع احتياجات الجانب الليبي".
وأكدا على "أهمية دور البعثة في تقديم المشورة الفنية والاستراتيجية للسلطات الليبية المعنية بأمن وإدارة الحدود"، بحسب البيان. وقال رئيس بعثة "يوبام" يان فيتشيال، لوكالة الأناضول، إن اللجنة الأوروبية الليبية المشتركة "تختص بالإشراف وتنسيق التعاون بين الجانبين، ما يُظهر التزام البعثة بدعم قدرات السلطات الليبية المعنية بأمن وإدارة الحدود"، مضيفاً أنهم "على استعداد لتنسيق الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي في هذا المجال".
واتفق الجانبان على "أن يركز تعاونهما كمرحلة الأولى على تأمين منطقة العسة الحدودية ومعبر رأس جدير الحدودي (مع تونس)، إلى جانب تقديم الدعم الفني واللوجستي للحدود البحرية".
وقال مدير إدارة الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية الليبية عبد الرحمن خمادة إن "وفدين من البعثة الأوروبية زارا خلال الفترة الماضية قطاع العسة الحدودي ومعبر رأس جدير مع تونس". وأردف خمادة قائلاً: "نركز حالياً على العمل على الحدود مع تونس الشقيقة، وتقديم الدعم الفني والاستشارات الفنية والمعدات اللازمة في نقطة عبور رأس جدير وأبراج المراقبة بمنطقة العسة الحدودية".
وفي 22 مايو/ أيار 2013، أعطى مجلس الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لتأسيس بعثة للمساعدة الحدودية في ليبيا ضمن إطار سياسة الأمن والدفاع المشترك، لدعم السلطات الليبية في تحسين وتطوير أمن حدود البلاد. وتم تشكيل اللجنة وفق مذكرة تفاهم وقعتها وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية والبعثة الأوروبية في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وشهد معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس في 19 مارس/ آذار الماضي اشتباكات مسلحة في الجانب الليبي بين قوات وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية ومسلحين من المنطقة الحدودية؛ ما دعا الوزارة لإعلان إغلاق المنفذ، وهو ذاته القرار الذي أعلنته السلطات التونسية في اليوم نفسه.
وفي الجانب التونسي، شهدت مدينة بن قردان الحدودية في مارس الماضي، احتجاجات للمطالبة بفتح المعبر الحدودي في رأس جدير وإيجاد حلول تنموية لآلاف العاملين في التجارة بين تونس وليبيا، والتدخّل العاجل والتنسيق مع الجانب الليبي لتسريع استئناف نشاطهم التجاري المتوقف منذ 19 مارس، بعد اتخاذ السلطات الليبية قرارا بغلقه.
ويقع معبر رأس جدير في مدينة بن قردان في محافظة مدنين، جنوب شرق تونس، ويبعد نحو 30 كيلومتراً عن مركز المدينة، وقرابة 180 كيلومتراً عن العاصمة الليبية طرابلس. ويوجد معبران حدوديان بين تونس وليبيا: الأول رأس جدير والثاني معبر الذهيبة وازن في مدينة ذهيبة بمحافظة تطاوين.
(الأناضول، العربي الجديد)