استمع إلى الملخص
- تسعى الجزائر لبناء نظام متكامل لدعم المؤسسات الناشئة عبر تحسين البيئة التشريعية وتوفير التمويل، حيث ارتفع عدد الشركات الناشئة إلى ثمانية آلاف، مع هدف الوصول إلى 20 ألف شركة بحلول 2029.
- يركز المؤتمر على الذكاء الاصطناعي كعامل محوري، ويناقش اقتصاد البيانات والأمن السيبراني، مع تنظيم ورش عمل ومعرض تكنولوجي وقمة "رأس المال المخاطر" لتعزيز التعاون والتمويل.
بدأت فعاليات المؤتمر الأفريقي للمؤسسات الناشئة اليوم في الجزائر للعام الثالث على التوالي، بمشاركة 25 ألف مشارك، ووفود وحملة مشاريع ناشئة من 45 دولة، حيث تسعى الجزائر إلى تطوير اقتصادها على قاعدة اقتصاد المعرفة، واستقطاب أصحاب المشاريع الناجحة والممكنة للتعاون والشراكة خاصة من الدول الأفريقية.
وقال وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة نور الدين واضح، إن هذا المؤتمر "لا يقتصر على كونه فعالية سنوية؛ بل هو منصة حقيقية لتمكين شبابنا، وتشجيع روح الابتكار، وبناء جسور التعاون بين رواد الأعمال والمستثمرين وصنّاع القرار"، مشيراً إلى أن نسخة هذا العام تستقطب أكثر من 25 ألف مشارك وزائر، و500 شركة ناشئة و100 مستثمر من 50 دولة أفريقية، ويحضر 45 وفداً رسمياً، مما يجعلها واحدة من أكبر الفعاليات المخصصة للابتكار في القارة والعالم.
وأكد الوزير الجزائري أن "تنظيم الجزائر هذا المؤتمر، وللمرة الثالثة على التوالي، هو تعبير عن التزام عميق تجاه أفريقيا، لإثبات أنها ليست فقط قارة الإمكانات الطبيعية، بل هي أيضاً قارة للقدرات البشرية المبدعة، كما أنه يعكس توجهاً أساسياً بالنسبة للجزائر نحو تكريس اقتصاد المعرفة كحجر الزاوية لأي تنمية مستدامة، ويعكس رؤيتنا المشتركة لتوظيف الابتكار في خدمة التنمية".
في غضون السنوات الخمس الماضية، عملت الجزائر على بناء نظام متكامل يدعم المؤسسات الناشئة عبر عدة محاور، تخص تحسين البيئة التشريعية عبر قوانين محفزة للشباب والمبتكرين، وتوفير التمويل من خلال صناديق استثمار خاصة تدعم المشاريع المبتكرة، وتطوير البنية التحتية بإنشاء مراكز حاضنة للأعمال وأقطاب تكنولوجية، وتعزيز الشراكات الدولية مع الجامعات والمراكز البحثية العالمية لنقل المعرفة، وإلحاق الجامعة عبر تشجيع الطلبة على بناء مشاريعهم بشكل مبكر.
عدد الشركات الناشئة في الجزائر
وتحصي الجزائر حالياً ثمانية آلاف شركة ناشئة مسجلة، بينها ألفا مؤسسة متحصلة على وسم "شركة ناشئة"، بينما لم يكن يتجاوز عددها في عام 2020، الـ200 مؤسسة ناشئة. وفي حوار بث في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال الرئيس عبد المجيد تبون إن الحكومة تتطلع إلى بلوغ 20 ألف مؤسسة ناشئة بنهاية العهدة الرئاسية الثانية عام 2029.
ويركز مؤتمر هذا العام الذي يُنظم تحت شعار "إعادة تصور أفريقيا من خلال الذكاء الاصطناعي"، على الذكاء الاصطناعي لكونه عاملاً مهماً في تحولات اقتصادية واجتماعية عميقة، ويناقش عدداً من القضايا، مثل اقتصاد البيانات والذكاء الاصطناعي في المدن الرقمية والبيانات الضخمة، والأمن السيبراني، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.
وسيجري تنظيم ورش متخصصة لصالح تطوير مهارات ودعم قدرات الابتكار للشباب الأفريقي، وتقديم نحو 30 محاضرة حول المؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بمشاركة أزيد من 200 خبير، كما سيقام المعرض التكنولوجي الكبير الذي يضم أحدث الابتكارات والتقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي، من قبل الشباب أصحاب المؤسسات الناشئة والأفكار من الجزائر وأفريقيا، ما يتيح للمشاركين فرصة استكشاف منتجات وحلول جديدة، والتفاعل مع الشركات الرائدة في هذا المجال.
ويعد هذا الحدث الأفريقي محطة سنوية بارزة على مستوى القارة الأفريقية، لتبادل الأفكار، وتعزيز الابتكار ودعم المؤسسات الناشئة في أفريقيا، وسيجري خلال هذه التظاهرة تنظيم القمة الأفريقية "لرأس المال المخاطر"، لفتح باب التواصل بين المستثمرين وأصحاب المشاريع المبتكرة لبحث فرص التمويل والتعاون.