بعد مرور سنوات عجاف على الفلاحين في منطقة وادي الفرات، وبالتحديد الرقة السورية، تعود السنة الزراعية الحالية 2023 بموسم وفير على أصحاب الزراعات "البعلية" و"المروية"، بعد موسم أمطار كان الأغزر منذ نحو 25 سنة، وكانت النسبة الأعلى للهطولات في المحافظة.
ويقول الفلاح علي العيسى الخلف، من منطقة الرافقة في ريف الرقة الغربي، إن "الزراعة البعلية هذه السنة هي الرابح"، مضيفا أن "الأمطار هذا العام كانت كفيلة بموسم زراعي وفير مع مساحات شاسعة من زراعة الشعير والقمح".
وأضاف العيسى، في تصريح لـ"العربي الجديد": "الحمد لله استطعنا حصاد النوعين البعلي ويطلق عليه (العذي) ، والمروي (السقي)"، مشيرا إلى "قسوة العام الماضي والذي سبقه على الفلاحين، نتيجة شح الأمطار وانخفاض منسوب نهر الفرات، ما اضطر السكان لتناول خبز الذرة الصفراء نتيجة قلة محصول القمح، كما أدى لسوء جودة الخبز المدعوم".
وأكد أن "الفلاحين يرون الخير في العام الحالي"، مشيرا إلى أن "أرضه البالغة مساحة 40 دونماً أنتجت 17 طن من القمح البعلي ذي الجودة من الدرجة الثانية، وجرى تسويقه مجولاً (معبأ بأكياس) إلى مركز المجفف شمال الرقة، بينما حصدت من أرضي الثانية بمساحة 55 دونما 26 طنا من القمح، قمت بتسويقه دكمة (غير معبأ) في مركز كبش غربي" .
وبلغت المساحات المروية المزروعة بالقمح في الرقة 625 ألف دونم، حيث "تلقى أصحاب هذه الأراضي الدعم عبر وحدات الإرشاد الزراعية وشركة تطوير المجتمع الزراعي في ما يخص البذور والأسمدة والمحروقات، في حين لم يتم إحصاء مساحات الأرض المزروعة "بعلا" .
وأكّد الرئيس المشترك للشركة أحمد العلي استلام 200 ألف طن من القمح بنوعيه من الفلاحين، للسنة الزراعية 2023، في 5 مراكز" .
وأضاف العلي، في تصريحات صحافية، أنه "نتيجة الكمية الكبيرة من محصول القمح، سنقوم اليوم الأحد بافتتاح مركز جديد في منطقة "خس عالج" بريف الرقة الشرقي، بطاقة استيعابية تصل إلى 12ألف طن".
وشدد على أن "جدول درجات الجودة وأسعارها كان لصالح الفلاح، وتم تسليم الفواتير للفلاحين والتجّار خلال مدة أقصاها بضعة أيام وفق تراتبية تاريخ التسليم".