يشكو العديد من المزارعين المصريين من تدني أسعار محاصيلهم إلى أقل من سعر التكلفة، الأمر الذي اضطرهم إلى تقديمها غذاء للمواشي، بدلًا من بيعها في الأسواق، وخاصة بعد ارتفاع أسعار الأعلاف، والبعض الآخر فضل حرثها في الأرض، تجنبًا لتكاليف حصادها.
وقال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إنه عندما يهبط سعر طن البطاطس إلى 400 جنيه في الوقت الذي يتجاوز فيه طن الأعلاف 7 آلاف جنيه، فحتمًا سيستفيد منها المزارعون في غذاء مواشيهم.
وأشار لـ" العربي الجديد" إلى أنه عند انخفاض أسعار الطماطم لدرجة الخسارة، يطلق بعض المزارعين أغنامهم في الأرض قبل جمع الثمار، كي تتغذى عليها، بدلًا من بيعها بالخسارة، ونفس النهج يتم مع الكوسة والباذنجان.
ولفت إلى أنه حال استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف على هذا النحو، سيضطر بعض المزارعين إلى الإحجام عن توريد القمح للحكومة، وتخزينه علفًا للحيوانات من منطلق أنه أرخص من سعر الأعلاف وأكثر فائدة غذائية.
ورأى أحمد محمد، تاجر ومربي مواش، أن صغار المربين لن يتحملوا المزيد من الخسائر بعد ارتفاع أسعار الأعلاف، بمختلف أنواعها (ارتفعت شيكارة الذرة الصفراء من 175 جنيهًا إلى 265 جنيهًا)، متوقعًا خروج شريحة أخرى من المربين من دائرة الإنتاج.
وأضاف لـ "العربي الجديد" أنه نتيجة لارتفاع أسعار الأعلاف، بدأ المربون يبحثون عن بدائل أخرى تساعد في التقليل من الاعتماد على الأعلاف بشكل كلي، كإضافة بقايا الطماطم (التفل) الناتجة عن صناعة "الصلصة" وكذلك قشور البرتقال والمانجو، ومخلفات مصانع الحلوى والشيبسي، بالإضافة لبقايا الطعام الوارد من المؤسسات الكبرى.
وأكد أحمد عبد الحفيظ، عضو رابطة مزارعي البطاطس، أنه "بالفعل اتجه بعض المزارعين لتقديم البطاطس غذاء للمواشي، بعد وصول سعر الطن إلى 400 جنيه، بخلاف ثمن حصاده، وآخرون حرثوا الأرض بالمحصول، ونفس الشيء في محصول الباذنجان بعد وصول سعر الشيكارة زنة 50 كيلو حوالى 10 جنيهات، وكذلك الطماطم والتي وصل سعر العبوة زنة 25 كيلو إلى 20 جنيهًا".
(قيمة الدولار الأميركي الواحد تساوي 15.73 جنيهًا مصريًا)