بعد ثلاثة عشر يوماً من الارتفاعات المتتالية، ورغم ارتفاعات الساعات الأولى يوم الخميس، أنهى مؤشر داو جونز الصناعي التعاملات في المنطقة الحمراء، متراجعاً بنحو ثلثي النقطة المئوية، مثلت 237 نقطة، بعد أن عاودت معدلات الفائدة ارتفاعها، وتجاوز عائد سندات العشر سنوات المعيارية معدل 4% من جديد.
وبعد يوم واحد من رفع بنك الاحتياط الفيدرالي معدل الفائدة الفيدرالية بنسبة 0.25%، ووصولها إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2001، توقفت مسيرة ارتفاعات مؤشر داو جونز الصناعي عند 13 يوماً، سجل بها أطول مسيرة ارتفاعات منذ عام 1987، بينما استقرت كل مؤشرات الأسهم الرئيسية في المنطقة الحمراء.
وبنهاية تعاملات يوم الخميس، وبخلاف تراجع المؤشر الأشهر، خسر مؤشر ناسداك، الأكثر تأثراً بتغيرات معدل الفائدة، أكثر من نصف نقطة مئوية، بينما بلغت الخسائر في مؤشر إس أند بي 500 0.64%، ليغلق عند مستوى 4537، رغم تجاوزه مستوى 4600 خلال الساعات الأولى من اليوم، لأول مرة منذ شهر مارس/آذار الماضي.
وكانت سلسلة ارتفاعات مؤشر داو جونز مدفوعة بإشارات إلى أن الاقتصاد الأميركي في طريقه لتحقيق الهبوط الآمن، من دون الدخول في ركود، من خلال بيانات التضخم المتراجعة وأرباح الشركات القوية. وتأكدت بشكل كبير تلك الصورة مع البيانات الصادرة اليوم الخميس، والتي شملت معدل النمو القوي الذي تم تحقيقه خلال الربع الثاني من العام، ضمن بيانات أخرى.
وفي أوروبا، وبعد إعلان البنك المركزي الأوروبي عن رفع الفائدة ربع نقطة مئوية، ارتفعت أسهم الشركات القيادية في منطقة اليورو اليوم الخميس إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 15 عاما، حيث توقع المستثمرون اقتراب البنك من إنهاء دورة زيادة سعر الفائدة الحالية.
وفقاً لبيانات رويترز، ارتفع مؤشر ستوكس 50 لمنطقة اليورو 2.3%، مسجلا أعلى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2007، وارتفع مؤشر ستوكس 600 لعموم أوروبا 1.4%، مسجلاً أعلى مستوى له في 17 شهرا.
ورفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس لتصل إلى أعلى مستوى في أكثر من عقدين، ولم نسمع من مسؤوليه الإشارة إلى ضرورة جعل أسعار الفائدة في مستوى يخفض التضخم بسرعة كافية.
وعزز هذا احتمال التوقف عن رفع سعر الفائدة الشهر المقبل، إذ يرى المتعاملون الآن فرصة تقارب 38% لرفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، مقارنة باحتمال 44% قبل الإعلان عن قرار اليوم.
ويقترب مؤشر ستوكس 600 حالياً من تحقيق مكاسب للشهر الثاني على التوالي، بعد ان أنعشت توقعات إنهاء رفع أسعار الفائدة، ودلائل على قوة الاقتصاد الأميركي، الآمال في تهدئة المخاوف من تباطؤ اقتصاد منطقة اليورو.
وعلى نحو متصل، أغلق النفط مرتفعا اليوم الخميس، ليتجاوز خام برنت 84 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ إبريل/نيسان، مدعوما بشح المعروض بعد خفض مجموعة أوبك+ إنتاجها، وتجدد الأمل في انتعاش الطلب الصيني والنمو العالمي.
وسجل النفط الخام مكاسب أسبوعية أربع مرات متتالية، ويتوقع أن تصل إلى خمسة بنهاية تعاملات الجمعة، وسط شح متوقع للإمدادات بسبب خفض إنتاج مجموعة أوبك+، وكذلك بعض الانقطاعات غير المقصودة في الإنتاج.
وأغلق خام برنت مرتفعا 1.32 دولار، أي 1.6%، عند 84.35 دولارا للبرميل، بينما أغلق خام غرب تكساس الأميركي مرتفعا 1.31 دولار، أي 1.7%، ليصل إلى 80.09 دولارا عند التسوية.
وتراجعت أسعار النفط أمس الأربعاء بعد أن أظهرت بيانات انخفاض مخزون الخام الأميركي بأقل من المتوقع، بالتزامن مع رفع الفائدة الأميركية، وترك الباب مفتوحا أمام رفع آخر.