واصل مؤشر إس أند بي 500 أداءه القوي، ليسجل أعلى مستوى إغلاق في تاريخه، بعد أن قادت مجموعة من شركات التكنولوجيا الارتفاعات، فاتحة آفاقا جديدة أمام مستثمرين يترقبون موجة صعود جديدة، مدفوعة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وبعيداً عن سياسات بنك الاحتياط الفيدرالي.
وخلال تعاملات الأربعاء، أنهى المؤشر الأشمل لقطاعات الاقتصاد الأميركي التعاملات على ارتفاع بنسبة 0.08%، رغم أن المكاسب تجاوزت 1% في أغلب ساعات اليوم. وارتفع أيضاً مؤشر ناسداك بنسبة 0.36%، بعد أن تجاوز ارتفاعه 1.5% في وقت مبكر من الجلسة، بينما انتقل مؤشر داو جونز الصناعي إلى المنطقة الحمراء في الساعة الأخيرة من التعاملات، لينهي اليوم على تراجع بنسبة 0.26%. وكان هذا بمثابة اليوم الخامس على التوالي من الارتفاعات لمؤشري إس أند بي وناسداك.
وبدأت تعاملات اليوم بارتفاع أسهم "نتفليكس Netflix" بأكثر من 10%، بعد أن قالت شركة البث إن إجمالي عدد المشتركين وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 260.8 مليونًا. وتجاوزت الإيرادات تقديرات المحللين، وكذلك فعلت توقعات أرباح الربع الحالي.
وقال تشارلي ريبلي، كبير الاستراتيجيين في شركة "أليانز" لإدارة الاستثمارات لشبكة "سي أن بي سي" الاقتصادية، إن تقرير الأرباح "يعد بمثابة رياح مواتية جيدة". وأضاف: "على نطاق أوسع، اعتقد الناس أن الأمور كانت متوازنة إلى حد ما، أو ربما حتى تستعد لمزيد من المخاطر السلبية، مع استمرار تراجع النشاط الاقتصادي. لكن ما رأيناه هو أن الأمور أصبحت أكثر مرونة".
وفي مكان آخر، ارتفعت القيمة السوقية لشركة مايكروسوفت بنسبة 1% تقريبًا، مما رفع قيمتها السوقية لفترة وجيزة إلى أعلى من 3 تريليونات دولار للمرة الأولى. أيضاً ارتفع سهم "ميتا" بنسبة 1.4%، مما رفع القيمة السوقية للشركة الأم لفيسبوك إلى ما يزيد عن 1 تريليون دولار.
وأضاف كلا المكسبين إلى الأداء القوي لشركات التكنولوجيا الضخمة في عام 2024، مما دفع مؤشر إس أند بي 500 لمواصلة تسجيل المستويات القياسية، وزاد توقعات وجود سوق صاعدة جديدة. ودعمت أسهم خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المؤشر العام يوم الأربعاء، بارتفاع بنسبة 1.2% و0.8% على التوالي.
وتظل تقارير الأرباح محط اهتمام المتداولين، مع استعداد مجموعة من شركات التكنولوجيا الكبرى للإعلان عن نتائج أعمالها في الربع الأخير من العام الماضي الأسبوع القادم.
ومن بين نحو 80 شركة من شركات مؤشر إس أند بي 500 التي أعلنت عن نتائج أعمالها حتى الآن، تجاوز أكثر من 71% منها توقعات وول ستريت، وفقًا لشركة FactSet.
وقال لاري تنتاريلي، مؤسس تقرير Blue Chip Daily Trend Report: "الأسواق متفائلة للغاية. والأمر الأساسي الآن هو ردود الفعل على الأرباح".
وفي سوق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط بنحو 1% اليوم الأربعاء، متأثرة بسحب أكبر من المتوقع من مخزونات الخام الأميركية، وتراجع الإنتاج الأميركي، وحزمة تحفيز اقتصادي صينية، وتوترات جيوسياسية، وأيضا ضعف الدولار.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 49 سنتا أو 0.6%، لتسجل عند التسوية 80.04 دولارا، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 72 سنتا أو 1 إلى 75.09 دولارا للبرميل.
وقال رئيس بنك الشعب الصيني (محافظ البنك المركزي) بان قونغ شينغ اليوم الأربعاء إنه سيصدر قرارا بخفض الحد الأدنى للاحتياطيات النقدية في البنوك اعتبارا من الخامس من فبراير/شباط، وهو أول خفض من نوعه هذا العام، مع تعزيز صناع السياسات جهودهم لدعم التعافي الاقتصادي الهش.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام الأميركية تراجعت 9.2 ملايين برميل في الأسبوع الماضي، وهو أكثر من أربعة أمثال الانخفاض البالغ 2.2 مليون برميل الذي توقعه محللون في استطلاع أجرته رويترز.
وتراجع الدولار إلى أدنى مستوى له في أسبوع مقابل سلة عملات. وقال محللون بشركة ريتربوش لاستشارات الطاقة إن ضعف الدولار يمنح بعض "القوة الدافعة" لأسعار النفط.
ويجعل ضعف الدولار سعر الخام أرخص بالنسبة للمشترين بعملات أخرى.