مصانع أسمدة تتوقف عن الإنتاج في مصر بسبب نقص الغاز... والحكومة تعد باحتواء الأزمة

05 يونيو 2024
عامل في مصنع للأسمدة الكيماوية في مصر - 1 يناير 1997 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مصانع الأسمدة والشركات الكيماوية في مصر توقفت مؤقتًا بسبب ضغوط على شبكة الغاز الطبيعي، مع تأثر شركات رئيسية مثل الشركة القابضة المصرية الكويتية ومصر لإنتاج الأسمدة.
- وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية تعلن عودة إمدادات الغاز تدريجيًا للمصانع بعد توجيه حصتها لمحطات توليد الكهرباء خلال فترة صيانة الشبكات، استجابةً لزيادة استهلاك الكهرباء.
- ارتفاع درجات الحرارة يزيد الطلب على الكهرباء ويقلل إمدادات الغاز لتوليدها، مما دفع مصر لاستيراد أكثر من 20 شحنة غاز طبيعي مسال لتخفيف الضغط على المعروض من الطاقة.

أوقفت مصانع أسمدة وشركات كيماويات في مصر العمل مؤقتاً وبشكل احترازي في مصانعها بسبب نقص الغاز وزيادة الضغوط الناجمة عن الاستهلاك على شبكة الغاز الطبيعي، ما أدى إلى عدم استقرار في الشبكة، فيما أعلنت وزارة البترول عودة إمدادات الغاز إلى المصانع بصورة تدريجية، اعتباراً من غد الخميس.

وقالت الشركة القابضة المصرية الكويتية وشركة مصر لإنتاج الأسمدة (موبكو) وشركة أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية إنها ستتوقف عن العمل لمدة 24 ساعة حتى يستقر الضغط على الشبكة، فيما لم تحدد شركة الصناعات الكيماوية المصرية (كيما) وشركة سيدي كرير للبتروكيماويات جدولاً زمنياً للتوقف.

وقالت وزارة البترول والثروة المعدنية، اليوم الأربعاء، إن إمدادات الغاز الموجهة إلى مصانع أسمدة تضررت من القطع ستعود تدريجياً بداية من الغد عقب ما تمّ أمس الثلاثاء من إجراء مؤقت لساعة إضافية لتخفيض الإمدادات. وأوضحت الوزارة في بيان أن حصة مصانع الأسمدة من الغاز وُجِّهَت إلى محطات توليد الكهرباء في ضوء أعمال الصيانة الوقائية للشبكات.

وجاء في بيان صادر اليوم الأربعاء: "أعلنت وزارتا الكهرباء والبترول الانتهاء من إجراء تخفيف الأحمال الكهربائية لساعة إضافية الذى اقتصر على يوم أمس فقط مثلما كان مقرراً له، في ضوء أعمال الصيانة الوقائية لجزء من شبكات تداول الغاز الإقليمية مع زيادة معدلات استهلاك الكهرباء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدة عودة الأمور الى طبيعتها وفقاً لنظام تخفيف الأحمال الذي كان سارياً من قبل، حيث إن هذا الاجراء كان ضرورياً للحفاظ على الكفاءة التشغيلية للشبكة القومية لنقل الكهرباء والشبكة القومية للغازات الطبيعية".

وارتفعت درجات الحرارة في مصر وراوحت بين 38 و40 درجة مئوية في أنحاء البلاد أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر غداً الخميس ويوم الجمعة. وتتناقص إمدادات الغاز التي تساعد مصر على توليد الكهرباء في وقت يتزايد فيه الطلب على الكهرباء بسبب زيادة السكان والتنمية الحضرية. وعندما ترتفع درجات الحرارة يزيد استخدام مكيفات الهواء من استهلاك الكهرباء.

وأكد البيان عودة الأمور الى طبيعتها وفقاً لنظام تخفيف الأحمال الذي كان سارياً من قبل، حيث إن هذا الإجراء كان ضرورياً للحفاظ على الكفاءة التشغيلية للشبكة القومية لنقل الكهرباء والشبكة القومية للغازات الطبيعية في مصر.

وبدأت انقطاعات محددة المدة والتوقيت في الكهرباء لتخفيف الأحمال في مصر منذ الصيف الماضي، الأمر الذي أحدث حالة من الانزعاج والصدمة للمصريين المعتادين إمدادات كهرباء يعتمد عليها طوال الوقت لسنوات طويلة.

وقالت الحكومة إن الإجراء مؤقت، لكن تخفيف الأحمال استمر بعد تراجع درجات الحرارة. وبعد توقف قصير في وقت سابق من هذا العام خلال شهر رمضان، عاد انقطاع الكهرباء لمدة ساعتين يومياً. ودعمت الحكومة المصرية بقوة أسعار الكهرباء على مدى سنوات، وأجلت تخفيضات لدعمها وسط ضغوط اقتصادية على المواطنين والشركات.

وعلى نحو متصل، قالت "بلومبيرغ" الأربعاء إن مصر تتوقع استيراد أكثر من 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال هذا الصيف، فيما وصفته الوكالة بأنه "جهد ضخم لتخفيف نقص الطاقة الذي يسبب انقطاع التيار الكهربائي وإغلاق المنشآت الصناعية".

ونشرت "بلومبيرغ" أخيراً تقريراً عن نقص الغاز في الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الشرق الأوسط، قالت فيه إن "مصر، وهي عادة دولة مصدرة للغاز، بدأت بشراء شحنات من الغاز الطبيعي المسال لدرء النقص المتزايد في الطاقة". وأشارت الوكالة إلى أن المشكلة هي أن الطلب آخذ في الارتفاع في أجزاء أخرى من العالم، بعد تراجع الأسعار من أعلى مستوياتها في عام 2022، وهو ما أشارت الوكالة إلى أنه يزيد من الضغط على المعروض.

وحذرت الوكالة من اضطرار مصر إلى الدخول في "حالة تدافع على الشحنات في الأشهر المقبلة، خصوصاً إذا ارتفعت درجات الحرارة فيها خلال فصل الصيف كما حدث في العام الماضي، وكانت هناك حاجة إلى مزيد من الطاقة لتشغيل مكيفات الهواء".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون