أعلن "تينكوف بنك" Tinkoff Bank الروسي حصر تحويلات "سويفت" بالدولار أو اليورو ببعض المصارف في أذربيجان وأرمينيا وأوزبكستان والصين دون غيرها، وأعلن أنه لا يقوم الآن بإجراء تحويلات بعملات أجنبية إلى أي دولة أُخرى.
وتفرض الدول الغربية عقوبات اقتصادية على روسيا منذ بداية غزو أوكرانيا، وكان من أبرزها عزل العديد من البنوك الروسية عن نظام "سويفت" للتحويلات الدولية، وشمل ذلك القرار بنوكاً روسية كبرى، مثل "سبيربنك".
لكن رغم فصل البنوك عن نظام "سويفت"، كانت مصارف روسية تقوم بالتحويلات الدولية إلى عدد محدود من الدول، وأبرزها "مصرف تينكوف" الذي يجري تحويلاته إلى جميع بنوك دول مثل أذربيجان وأرمينيا، وكذلك لبعض البنوك في بيلاروسيا وجورجيا وقيرغيزستان وطاجيكستان ومنغوليا.
لكن كان ذلك حتى وقت قريب، قبل إعلان "تينكوف" في بيان على موقعه الرسمي الخميس، وقف إجراء التحويلات إلى دول غير أذربيجان وأرمينيا وأوزبكستان والصين.
وأوضح البنك أن تحويلات "سويفت" الصادرة محدودة في الوقت الراهن، حيث لا يمكن للبنك توفير مستوى كاف من الخدمة للعملاء، بسبب متطلبات التشديد اليومية من الجهات الرقابية في الغرب.
ولهذا القرار تبعات على المواطنين الروس الذين تتباين آراؤهم بين من هو قلق من الوضع الحالي وآخرين اعتادوا على العقوبات الغربية، وأصبحوا يتعاملون معها باعتبارها جزءاً من حياتهم اليومية.
في هذا السياق، المواطنة الروسية ناستيا تقول لـ"العربي الجديد": "كنت أظن أن جميع البنوك الروسية ممنوعة من إجراء معاملات التحويل المالي الدولية، لذلك كنت إذا احتجت لذلك أستعين بأشخاص يفعلون ذلك"، مشيرة إلى أن "العقوبات تزداد يوماً بعد آخر، وتأثيرها قد لا يكون فورياً لكنه يتعاظم على المدى البعيد".
مواطنتها أليا غولوبيف قالت لـ"العربي الجديد" إن "مثل هذه القرارات تجعلني أصبح قلقة لما سيحدث في المستقبل القريب، فالغرب يحاول الضغط علينا بكل الطرق، وهذا سيئ، أتمنى أن تنتهي هذه الأمور قريباً وتعود الحياة إلى طبيعتها".
وأشارت غولوبيف إلى أنها تحتاج أحياناً إلى أشخاص يساعدونها في عملية التحويل، لكنها تحذر من احتمالات عمليات النصب في مثل هذه الظروف.
وفي مقابل مباعث القلق، يقول المواطن أناتولي رومانوف لـ"العربي الجديد" إن "الأمور تسير كما هو مخطط لها من حكومتنا، ولا داعي للهلع، ستنتهي هذه الأمور قريباً وستتغير روسيا إلى أفضل حال مما كانت عليه قبل العملية العسكرية في أوكرانيا".
وأشار رومانوف إلى أن "الغرب يضغط علينا منذ بدء العملية العسكرية، لكن الشتاء على الأبواب وسنرى ماذا سيفعلون من دون الغاز الروسي".
وفي وقت سابق، سجل شهد "تينكوف بنك" و"في تي بي" VTB الروسيان زيادة في الطلب على التحويلات عبر الحدود إلى البلدان المجاورة، على خلفية التعبئة الجزئية في الاتحاد الروسي بعد نزوح العديد من الروس إلى خارج البلاد.
وإضافة إلى ذلك، توفر نظام الدفع الروسي "مير" في نحو 10 دول، وهو يساعد المواطنين الروس في الخارج، لكن هو أيضاً بدأ يلقى رفضاً في الآونة الأخيرة من البنوك الأجنبية، بسبب تهديد الغرب بفرض عقوبات على المتعاملين مع هذا النظام.