عبّر عدد من مزارعي المحاصيل السكرية في مصر عن عدم رضاهم عن ارتفاع أسعار التوريد إلى 1100 جنيه لطن قصب السكر، و1000 جنيه لطن بنجر السكر، مطالبين بزيادات أخرى، خاصة بعد ارتفاع تكاليف الإنتاج إلى 31 ألف جنيه لفدان القصب و15 ألف جنيه لفدان البنجر، وهو ما لا يوفر لهم هامش ربح يكفل لهم حياة كريمة.
ومن جانبه، أكد مصدر مسؤول في وزارة الزراعة أن قرار رفع أسعار التوريد للمحاصيل السكرية إلى 1000 جنيه لطن البنجر و1100 جنيه لطن قصب السكر، يرجع إلى حسابات وزارة التموين والتجارة الداخلية.
وأشار في تصريحات خاصة إلى أن أسعار التوريد الجديدة لقصب السكر مرضية للمزارعين، إذ أن تكلفة إنتاج الفدان تصل إلى نحو 25 ألفا، وبحساب إنتاجية تصل من 40 إلى 50 طنا في المتوسط، يكون هناك هامش ربح مرض.
وأضاف، أما بالنسبة لمزارعي البنجر، يكاد يكون هناك هامش ربح ولكنه غير مرض للمزارعين، إذ يتم احتساب الأسعار الجديدة عند 1000 جنيه للطن شاملة العلاوات الإضافية (التبكير ونسبة السكر والنقاوة)، في الوقت الذي يتكلف فيه إنتاج الفدان نحو 15 ألف جنيه، بمتوسط إنتاج من 20 إلى 30 طنا للفدان.
وقال همام حسن، رئيس مجلس إدارة جمعية منتجي قصب السكر "إن سعر التوريد بالأسعار الجديدة عند 1100 جنيه لطن القصب غير مرض للمزارعين، إذ أن متوسط إنتاج الفدان على أرض الواقع يصل إلى 30 طنا، في الوقت الذي يتكلف فيه إنتاج الفدان 31 ألف جنيه شاملة الإيجار، وهو ما يعني أن المزارع يحصل على ألفي جنيه في كل فدان طيلة موسم كامل، لذلك كنا نطالب بالوصول بالسعر إلى 1500 جنيه لطن القصب".
وأوضح في تصريحات خاصة أنه نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، مع عدم وجود هامش ربح مرض، تراجعت المساحات المزروعة من 350 ألف فدان خلال سنوات قليلة مضت إلى 320 ألف فدان هذا الموسم، متوقعًا الوصول إلى 300 ألف فدان الموسم المقبل، إذ بدأ المزارعون في البحث عن زراعات أكثر ربحًا كالقمح والذرة.
وذكر أنه نتيجة عدم وضع هامش ربح مرض للمزارع أثناء التعاقد مع شركات السكر، لجأ بعض المزارعين إلى تهريب إنتاجهم من القصب إلى محلات عصير القصب بالقاهرة، إذ يُباع القصب على أرضه (أعواد) بسعر يتراوح من 50 إلى 60 ألف جنيه للفدان.
ورأى موظف بإحدى شركات إنتاج سكر البنجر، أن ارتفاع سعر توريد طن البنجر بالحوافز إلى 1000 جنيه للطن، مازال غير مرض للمزارعين، لأنه لا يحقق هامش ربح يكفل حياة كريمة للمزارع.
وتابع في تصريحات خاصة: تكلفة إنتاج الفدان تصل إلى 15 ألف جنيه، بمتوسط إنتاج 25 طنا، وهو ما يعني أن المزارع يحصل خلال 8 أشهر (من فترة الزراعة إلى التوريد) على 10 آلاف جنيه، أي أن تعب المزارع يقدر كل شهر بـ 1250 جنيهًا، لذلك بدأ المزارعون في البحث عن زراعات أخرى أكثر ربحًا كالقمح، خاصة أن تكلفة إنتاجه لا تقارن بالبنجر.
ووفقًا لبيانات مجلس المحاصيل السكرية، فقد بلغ إنتاج مصر من السكر عام 2021 نحو 3 ملايين طن، تشمل 1.845 مليون طن من سكر البنجر، و900 ألف طن من قصب السكر، و250 ألفا من سكر الفركتوز المنتج من حبوب الذرة، في حين يبلغ حجم الاستهلاك 3.2 ملايين طن سنويًا.