أكد مصدر مطلع أن الحكومة المصرية تدخلت للسيطرة على أسعار الدواجن بعد وصولها في بعض المناطق خلال الأيام القليلة الماضية إلى نحو 80 جنيهًا للكيلوغرام، في محاولة لإلزام أصحاب البورصات المنتشرة على مستوى الجمهورية بالبيع بسعر تحدده الحكومة.
وأشار في تصريحات خاصة إلى أن أصحاب المزارع لم ينصاعوا للأوامر الحكومية وتركوا تحديد السعر للعرض والطلب، والذي اقترب من حاجز الـ70 جنيهًا، في الوقت الذي تصل فيه كلفة الإنتاج في الوقت الحالي إلى نحو 45 جنيهًا في المتوسط، بعد تراجع سعر طن العلف بنحو 4 آلاف جنيه، مع زيادة الكميات المفرج عنها.
وعزا محمد السيد، الخبير في بورصة الدواجن، هذه الارتفاعات القياسية إلى تراجع المعروض نتيجة خروج معظم صغار المنتجين من دائرة المنافسة عقب الخسائر التي تكبدوها بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أن السوق الآن يعتبر في حالة من التوازن، فتراجع العرض يقابله تراجع في الطلب بسبب ارتفاع الأسعار، ولكن المربين مصرون على البيع بأعلى الأسعار لتعويض خسائرهم خلال الدورات الماضية.
وأفاد بأن السعر الحالي للكيلوغرام 65 جنيهًا على أرض المزرعة، يعظم من أرباح المربين بواقع 40 جنيهًا في كل دجاجة زنة 2 كجم، لافتًا إلى أن هذه المكاسب تصب في جيوب أصحاب الشركات الكبيرة والمتوسطة وأصحاب المحطات الصغيرة، الذين سمحت لهم ملاءتهم المالية بالاستمرار في السوق بالرغم من الخسائر خلال الدورات السابقة.
وتوقع خبير البورصة أن السعر سيبدأ في التراجع التدريجي ليصل إلى أقل من 50 جنيهًا اعتبارًا من الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، عقب دخول إنتاج الدورة الجديدة، والتي تم تسكينها في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ووصول متوسط سعر الكتكوت إلى نحو 7 جنيهات.
وشكا صاحب متجر لبيع الدواجن من تراجع مبيعاته بنحو 70%، بسبب ارتفاع السعر إلى 75 جنيها للكيلوغرام و180 جنيهًا لـ"البانيه" و80 جنيهًا للكبد والقوانص و40 جنيهًا للأجزاء (الرقبة والجناحان).
وذكر أنه يمر بأسوأ فترة في تاريخ تجارته التي تمتد لأكثر من 20 عاماً، إذ إنه مع ارتفاع الأسعار وتراجع مبيعاته، أحيانًا تحقق تجارته بعض الخسائر حال ركود السوق وبقاء الدجاج لليوم الثاني، نتيجة ارتفاع كلفة التغذية اليومية، مع تراجع الوزن في الوقت نفسه.
ووفقًا لبيانات وزارة الزراعة المصرية، فإن إنتاج مصر من الدواجن يصل في الظروف الطبيعية إلى نحو 1.4 مليار طائر، منها 320 مليون دجاجة، في القطاع الريفي، في حين يصل إنتاج البيض سنويًا إلى حوالي 14 مليار بيضة سنويًا.
ويبلغ عدد منشآت الدواجن حوالي 38 ألف منشأة (مزارع - مصانع أعلاف - مجازر - منافذ بيع أدوية بيطرية ولقاحات)، يعمل بها نحو 3 ملايين عامل، باستثمارات تقدر بأكثر من 100 مليار جنيه.