استمع إلى الملخص
- تأسست "المتحدة للتبغ" بشراكة بين جهاز المخابرات العامة المصري ومستثمرين إماراتيين، وتمتلك "إيسترن كومباني" حصة 24% فيها.
- تغيرت العلامة التجارية للسجائر الأجنبية إلى "صنع في مصر بالشركة المتحدة للتبغ"، وارتفعت أسعار السجائر في السوق السوداء بشكل ملحوظ.
استحوذت شركة "المتحدة للتبغ"، الحاصلة على رخصة فيليب موريس المصنعة للسجائر الأجنبية في مصر، على مصنع (9) التابع لشركة الشرقية للدخان "إيسترن كومباني"، في منطقة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، في صفقة قدرت بمبلغ 1.58 مليار جنيه (نحو 32.6 مليون دولار).
وتأسست "المتحدة للتبغ" في عام 2021 بشراكة بين صندوق استثماري يتبع جهاز المخابرات العامة المصري ومستثمرين إماراتيين. وتمتلك "إيسترن كومباني"، وهي أكبر شركة إنتاج سجائر في منطقة الشرق الأوسط، وتستحوذ على حصة سوقية تقدر بـ75% من سوق السجائر في مصر، حصة 24% في رأسمال "المتحدة للتبغ".
ووافقت الجمعية العامة العادية لشركة "إيسترن كومباني"، اليوم الأحد، على عقد بيع مصنع (9) إلى "المتحدة للتبغ" بقيمة 1.58 مليار جنيه، وهو المتوسط السعري للتقييمات الثلاثة المقدمة من الشركات المعتمدة من البنك المركزي للصفقة. وقضى الاتفاق بأنه في حالة عدم موافقة هيئة التنمية الصناعية، أو عدم تنفيذ أي من طرفي العقد لالتزاماته، يعد العقد مفسوخاً، ما لم يتفق الطرفان على خلاف ذلك. وتضمّن عقد البيع الأراضي والمباني والمعدات المؤجرة حالياً بالمجمع الصناعي لشركة "إيسترن كومباني" في مدينة السادس من أكتوبر.
وبموجب الاتفاق، تتنازل "المتحدة للتبغ" عن حقها في استرداد القيمة الإيجارية المتبقية من الإيجار السنوي للمصنع، والمسدد قيمته بالكامل، وينتهي في تاريخ 26 إبريل/نيسان 2025. ومنذ استحواذ شركة المتحدة على رخصة فيليب موريس وشركة غلوبال للاستثمار القابضة الإماراتية على 30% من أسهم الشركة الشرقية التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، باتت في مصر سوق سوداء للسجائر، حيث تباع العبوة بسعر يزيد 10 جنيهات على الأقل مقارنة بسعرها الرسمي.
وتغير اسم المُصنع المطبوع على منتجات "إل إم" و"مالبورو" و"ميريت" من السجائر الأجنبية إلى "صنع في مصر بالشركة المتحدة للتبغ"، بدلاً من "صنع بالشركة الشرقية إيسترن كومباني". وتباع العبوة من سجائر "ميريت" الأجنبية بأنواعها (20 سيجارة) بـ100 جنيه بدلاً 90 جنيهاً، وسجائر "مارلبورو أحمر وغولد" بـ95 جنيهاً بدلاً من 84 جنيهاً، و"مارلبورو كرافت" بأنواعها بـ85 جنيهاً بدلاً من 74 جنيهاً، و"إل إم" بأنواعها بـ80 جنيهاً بدلاً من 64 جنيهاً.
وتصل الكمية المنتجة من السجائر الأجنبية في مصر إلى ما بين 15 إلى 20 مليار سيجارة سنوياً، علماً بأن عدد المدخنين في البلاد يبلغ نحو 18 مليون شخص (فوق 15 عاماً)، من أصل 106 ملايين نسمة تقريباً، وفقاً للإحصائيات الرسمية.
يذكر أن البرلمان المصري أقر تشريعاً يمنح جهاز المخابرات العامة الحق في تأسيس الشركات بجميع أنواعها، أو المساهمة في شركات قائمة أو مستحدثة، فضلاً عن تولي أفراد الجهاز مناصب أعضاء ورؤساء مجالس الإدارة في الشركات المختلفة، شرط موافقة رئيس الجهاز. وجاء التشريع في ضوء استحواذ الجهاز على عدد من المؤسسات المالية الكبرى في مصر، ولعل أبرزها مجموعة "إيغل كابيتال للاستثمارات المالية"، التي تمتلك بدورها شركة "المتحدة للخدمات الإعلامية"، المهيمنة حالياً على أغلب وسائل الإعلام المصرية.
(الدولار= 48.40 جنيهاً)