قال رئيس هيئة قناة السويس المصرية، الفريق أسامة ربيع، في تصريحات لفضائية محلية، اليوم الأحد، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمر بالاستعداد لسيناريو تخفيف أحمال السفينة الجانحة في القناة، وذلك بعد محاولات عدة لتعويمها عبر الشد بالقاطرات وإزالة كميات ضخمة من الرمال لتحريرها.
وتسد سفينة الحاويات "إيفر غيفن" القناة منذ يوم الثلاثاء الماضي. وكانت فرق الإنقاذ تأمل في تعويمها باستخدام القاطرات وأعمال التكريك دون تخفيف حمولتها.
لكن هيئة قناة السويس، قالت في بيان لها، اليوم، إن أعمال التكريك والشد بالقاطرات لتعويم السفينة ستستمر في توقيتات تتلاءم مع المد والجزر واتجاه الرياح، مضيفة أن الكراكات رفعت حتى الآن حوالي 27 ألف متر مكعب من الرمال حتى عمق 18 مترا.
ومع استمرار أزمة تعطل أحد اهم الممرات الملاحية العالمية، انطلقت قاطرتا سحب أخريين، اليوم، إلى السويس للمساعدة في جهود تحرير سفينة الحاويات الجانحة، والتي لم تتمكن السلطات المصرية منذ نحو ستة أيام من تحريرها، فيما توقفت حركة مرور البضائع عبر القناة، وهي تقدر بأكثر من 9 مليارات دولار يومياً، ما زاد من تعطيل شبكة الشحن العالمية المتوترة بالفعل بسبب جائحة فيروس كورونا.
وأظهرت بيانات عبر الأقمار الصناعية، نشرها موقع (مارين ترافيك دوت كوم)، استدعاء السفينة (ألب غارد) - التي ترفع علم هولندا- والسفينة (كارلو ماغنو) – التي ترفع علم إيطاليا، لمساعدة زوارق القطر الموجودة بالفعل، ووصلتا إلى البحر الأحمر بالقرب من مدينة السويس في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
وقالت شركة بيرنهارد شولت شيب مانجمنت، التي تدير السفينة إيفر غيفن، إن القاطرات ستدفع السفينة، التي ببلغ طولها 400 متر، مع استمرار الحفارات في تفريغ الرمال والطين من أسفل مقدمة السفينة إلى جانب الميناء.
وكان رئيس هيئة قناة السويس، قد قال للصحافيين، أمس، إن الرياح القوية "ليست السبب الوحيد" لجنوح السفينة، مضيفا أن التحقيقات جارية، لكنه لم يستبعد وقوع خطأ بشري أو فني.
وأشار إلى أنه لا يزال يأمل في أن تتمكن عمليات التجريف من تحرير السفينة دون الحاجة إلى اللجوء إلى نقل حمولتها. وتابع: "نحن أمام حادث سيئ، وصعب التعامل معه بسهولة". ورداً على سؤال حول الموعد الذي يتوقعون فيه تحرير السفينة وإعادة فتح القناة، قال إنه لا يعرف.
وذكرت شركة شوي كيسن كايشا، المالكة للسفينة، إنها تدرس إزالة الحاويات إذا فشلت جهود إعادة التعويم الأخرى. وتقع السفينة إيفر غيفن على بعد 6 كيلومترات شمال مدخل القناة على البحر الأحمر بالقرب من مدينة السويس.
ومن شأن الإغلاق المطول للممر المائي الحاسم أن يتسبب في تأخير وصول سفن شحن عالمية. وبحسب الأرقام الرسمية، مرت حوالي 19 ألف سفينة عبر القناة العام الماضي. ويتدفق حوالي 10% من التجارة العالمية عبر القناة.
وقد يؤثر الإغلاق على شحنات النفط والغاز إلى أوروبا من الشرق الأوسط. وحذرت أكبر شركة شحن في العالم، (ايه بي مولر ميرسك) الدنماركية، عملاءها من أن الأمر سيستغرق من ثلاثة إلى ستة أيام لمرور السفن في القناة.
بالفعل، لدى الشركة وشركائها 22 سفينة تنتظر هناك. وقالت الشركة وفق وكالة أسوشييتد برس "العدد الحالي للسفن المعاد توجيهها من ميرسك وشركائها هو 14، ومن المتوقع أن يرتفع بينما نقوم بتقييم جهود الإنقاذ إلى جانب حجم الوقود في سفننا التي في طريقها إلى السويس الآن".
كما ذكرت شركة البحر المتوسط للشحن البحري، ثاني أكبر شركة شحن في العالم، أنها غيرت بالفعل مسار 11 سفينة على الأقل نحو طريق رأس الرجاء الصالح في أفريقيا لتجنب المرور عبر القناة.
قالت الشركة إنها تتوقع "أن يكون لهذا الحادث تأثير كبير للغاية على حركة البضائع المعبأة في حاويات، ما سيؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد بما يتجاوز التحديات الحالية التي تفرضها جائحة فيروس كورونا".