تقابل سعر الدولار في سوق الذهب اليوم الأحد مع سعره في البنوك، في ظاهرة نادرة الحدوث في سوق محلية متقلبة الأحوال، تعتمد المعدن الأصفر للتحوط وحماية الثروة، وتتخذ من الدولار مقياساً لتحديد أسعار السلع والخدمات. استقر سعر الدولار في البنك المركزي عند 49.25 للشراء و49.39 جنيهاً للبيع، يرتفع بنحو 5 قروش لدى معظم البنوك وبلغ الدولار في الصاغة 49.30 جنيهاً.
تأثر سعر الدولار بتراجع الطلب من جانب الحكومة التي تولت سداد 1.7 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي، من حصيلة بيع السندات بالدولار واليورو، التي طرحها البنك المركزي، مع عزوف الشركات الصناعية ورجال الأعمال عن طلب الدولار من البنوك، لارتفاع تكلفة الإقراض وانخفاض الطلب على السلع والمنتجات المحلية، بسبب التضخم وزيادة تكلفة التشغيل، التي تبقي على الشركات غير النفطية في منطقة الركود، للعام الرابع على التوالي.
وفقاً لمحللين ماليين، تأثر هبوط الدولار مع زيادة تحويلات المصريين في الخارج، المرهونة بسداد مصروفات النصف الثاني من العام الدراسي في المدارس والجامعات الخاصة، والاستعداد لموسم الإجازات، مع انتعاش نسبي بحركة السياحة الدولية المقبلة من الولايات المتحدة وأميركا الجنوبية وبريطانيا، مع ارتفاع معدل الحجوزات لقضاء فترة رأس السنة بمنتجعات البحر الأحمر وشرم الشيخ بسيناء.
تأثر الذهب بالتراجع الكبير في سعر الأونصة منذ إعلان فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، التي أدت إلى انخفاضه من المستويات التاريخية التي لامست نحو 2800 دولار للأونصة، إلى 2562 دولار، بما يعادل 7% من قيمته، مع توقعات بخفض الفيدرالي الأميركي سعر الفائدة على الدولار، والتوجه نحو سياسات التيسير النقدي، بما يشجع على زيادة الإقبال على الأسهم المتداولة في البورصة، وشراء السلع والعقارات، مع إصرار ترامب على أن يظل الدولار قوياً في مواجهة باقي العملات الرئيسية، ودعمه للعملات المشفرة، بما يخفف الطلب على الذهب، ويكبح منحى الصعود السريع له بالأسواق العالمية.
تراجع سعر غرام الذهب عيار 24 في مصر إلى 4062 جنيهاً وعيار 21 الأكثر طلباً 3555 جنيهاً وعيار 18 للمشغولات الأوروبية 3047 وعيار 14 الأقل طلباً في السوق 2370، بينما وصل سعر جنيه الذهب إلى 28 ألف و440 جنيهاً، وسجلت الأونصة 126 ألفاً و355 جنيهاً. يشير خبراء بالصاغة إلى إقبال حذر من المشترين على اقتناء الذهب، مع تراجع كميات البيع.
يشير خبراء بالصاغة إلى اقبال حذر من المشترين على اقتناء الذهب، مع تراجع كميات البيع، أملا في صعود قادم للمعدن النفيس خلال الفترة المقبلة، متأثرين بتحليلات تظهر أن الذهب سيواصل صعوده السعري خلال الأشهر المقبلة، مع استمرار حالة التوتر الجيوسياسي دوليا، واقبال الصين والهند ومعظم البنوك المركزية في العالم على تخزينه للتحوط من تقلبات متوقعة للدولار، والعملات الرئيسية، عند تبوأ "ترامب" للسلطة في البيت الأبيض وبدأ خطته بوضع الحواجز الجمركية، وفرض قيود على الواردات الدولية وخاصة من الصين للأسواق الأميركية.