مصر تلغي وجبات العاملين في المنشآت الصحية الحكومية "ترشيداً للإنفاق"

22 ديسمبر 2024
مستشفى منيرة بالقاهرة (محمد عبيد/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أوقفت وزارة الصحة المصرية صرف الوجبات الغذائية للعاملين في المنشآت الصحية الحكومية في نوبات طويلة، مقابل منحهم أيام راحة لاحقة، بهدف ترشيد الإنفاق على بند التغذية في المستشفيات.
- نقابة الأطباء تعترض على القرار وتطالب باستمرار صرف الوجبات، مؤكدة أن وقفها يتعارض مع تحسين بيئة العمل للأطباء، وتدعو إلى جمعية عمومية لرفض مشروع قانون المسؤولية الطبية الذي يهدد بحبس الأطباء.
- القانون المقترح يثير مخاوف من هجرة الأطباء خارج مصر، بسبب تهديدات الحبس في القضايا المهنية، وسط عجز كبير في عدد الأطباء العاملين في القطاع الحكومي.

أوقفت وزارة الصحة المصرية صرف الوجبات الغذائية للعاملين في المنشآت الصحية الحكومية في نوبات 12 و24 و36 ساعة، من أطباء وممرضين وفنيين، اعتباراً من اليوم الأحد، مقابل حصولهم على أيام راحة لاحقة، بدعوى ترشيد الإنفاق على بند التغذية في المستشفيات. وعممت الوزارة منشوراً تلغي فيه القرار رقم 783 لسنة 2016 بصرف وجبات غذائية للعاملين في المستشفيات لمدة 12 ساعة أو أكثر، بصرف النظر عن النظام الذي يعملون به، وتقديم الراغبين في العمل بنظام النوبات المجمعة، من الفرق الطبية، طلباً للحصول على أيام راحة بدلاً منها.

وخاطبت نقابة الأطباء وزارة الصحة للمطالبة بانتظام صرف الوجبات الغذائية لأي طبيب معين أو متعاقد مع مستشفيات الوزارة، ما دام أنه يعمل 12 ساعة متواصلة، باعتبار ذلك أمراً مطبقاً في جميع دول العالم، مؤكدة أن وقف صرف الوجبات يتنافى مع مطالب النقابة إزاء تحسين أحوال الأطباء، وبيئة العمل في المستشفيات عموماً، حتى يمكنهم تقديم خدماتهم الطبية، ورعاية مرضاهم، على أكمل وجه. وكان مجلس النقابة قد دعا جموع الأطباء إلى المشاركة في جمعية عمومية طارئة، في 3 يناير/كانون الثاني المقبل، من أجل إعلان رفض مشروع قانون المسؤولية الطبية، وبحث التحركات والإجراءات اللازمة للتصدي للمشروع الذي يتضمن موادَّ تقنن حبس الأطباء في القضايا المهنية.

وجددت النقابة رفضها القاطع لمسودة القانون الذي يناقش داخل أروقة مجلس الشيوخ حالياً، تمهيداً لإحالته إلى مجلس النواب لإقراره، باعتباره يهدد المنظومة الصحية، مشددة على رفضها حبس الأطباء في القضايا المهنية، وإقرار وقوع المسؤولية المدنية على الطبيب حال التسبب في ضرر للمريض نتيجة خطأ، على أن تقتصر العقوبة على تعويضات لجبر الضرر، وليس الحبس.

وقالت النقابة إن القانون سيدفع المزيد من الأطباء إلى الهجرة خارج مصر، بحثاً عن بيئة عمل آمنة، ورواتب مغرية، أو إلى الانخراط في ممارسة الطب الدفاعي، مما سيؤدي إلى تجنب التعامل مع الحالات الصعبة والمعقدة خشية التعرض لمضاعفات قانونية، وتهديدات بالحبس. ويقدر عدد الأطباء في وزارة الصحة المصرية بنحو 57 ألف طبيب، موزعين على كل القطاعات في الوزارة، ما بين طبيب تكليف أو ريف أو تخصص، في حين أن العدد الأمثل هو 110 آلاف، أي إن ثمة عجزاً قدره 53 ألف طبيب في الحكومة. ويفضل الأطباء العمل خارج مصر أو الاستقالة من العمل الحكومي، بهدف التفرغ للعمل في مستشفيات خاصة أو في عياداتهم، نتيجة تردي منظومة الأجور في المستشفيات العامة، فضلاً عن معاناتهم من الاعتداءات المتكررة من أهالي المرضى، مع غياب سبل الحماية والأمان.

المساهمون