أكد عدد من أصحاب محال بيع الطيور الحية والمذبوحة، ظهور تجار جدد خلال السنوات القليلة الماضية، تخصصوا في حرق الأسعار عن طريق البيع بأقل من سعر البورصة، الأمر الذي يكشف عن فضيحة حقن الدجاج بالماء لتضخيم وزنها وتحقيق مكاسب عن طريق الغش.
هذا ما أثر سلباً على أصحاب المحلات القديمة، وهو ما دفع بعض المتضررين إلى البحث والتحري حول هوية هؤلاء الدخلاء الجدد ومن أين تأتي أرباحهم في ظل البيع بأقل من أسعار الجملة.
يقول حسن عبد الرحمن، تاجر طيور تجزئة وجملة: "بالفعل خلال السنوات الثلاث الماضية، ظهرت مجموعة جديدة من التجار، غالبًا ما يكونون وافدين من خارج مناطق تجارتهم، وأسعارهم أقل من سعر السوق، وأحيانًا تصل إلى أقل من سعر البورصة، ومع ذلك ما زالوا مستمرين ولم يتعرضوا لأي هزات سعرية".
ويضيف لـ"العربي الجديد": "كان من الطبيعي أن يبحث التجار المتضررون عن فك هذا اللغز، فأول ملاحظة وجدوا فيها أن غالبية هذه المحلات عند تصميمها يتم بناء ساتر على منصة العمل لا يظهر منه سوى رأس العامل، وهو ما يسمح لهم بحقن أجزاء الدجاج بالماء عن طريق إبرة خاصة يتم تركيبها في الصنبور، وهو ما يعمل على زيادة وزن الورك بحوالى 200 غرام، ونفس الشيء في شرائح البانيه، فضلاً عن الغش في الميزان".
ويشير عبد الرحمن إلى أن ربة المنزل تستطيع، مع التركيز، ملاحظة ذلك، إذ إنه بمجرد وصول أجزاء الدجاجة إلى البيت تلاحظ وجود كمية من الماء غير عادية في الكيس (الشنطة)، إضافة إلى ضمور الأجزاء بشكل لافت للنظر، كذلك ملاحظة أن قطع البانيه المحقونة بالماء تكون أنسجتها رخوة وغير متماسكة مقارنة بنظيرتها الطبيعية.
ويوضح نبيل السيد، تاجر دواجن، أن بعض طرق الغش، خاصة عند بيع الأوراك، تتم بطريقة احترافية، إذ يترك التاجر جزءا من ساق الدجاجة أثناء عملية تقطيعها، مع جزء آخر من الجلد الخاص بالمنطقة العليا، إضافة إلى الحقن بالماء.
ولفت إلى أن شرائح البانيه المحقونة بالماء يمكن ملاحظتها أثناء عملية القلي، والتي بمجرد وضعها في الزيت تحدث تفاعلات تؤدي إلى تناثر قطرات حارقة نتيجة تفاعل الزيت مع الماء.
ويذكر تاجر آخر أن هناك طريقة أُخرى للغش عن طريق شراء الدجاج المريض من صاحب المزرعة بخصم يصل إلى الثلث، ويتم تسليمه، بعد ذبحه، إلى أصحاب المطاعم، أو يتم خلطه كأجزاء لبيعه إلى المستهلكين، علماً أنه غالباً ما يكون لون شرائح الدجاج المريض وردياً مشوباً بالزرقة.