يريد الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من يوم الإثنين، وقف استيراد النفط الروسي الذي يصل عبر السفن، وذلك للحد من مداخيل روسيا من المشتقات النفطية، فماذا تعني هذه الآلية بالنسبة إلى توريد المواد الخام الى أوروبا عامة والبنزين خاصة؟
على الرغم من صعوبة تقييم التطورات من قبل المحللين والخبراء، فإن الشيء الوحيد المؤكد أنه من الأسبوع المقبل، سينطوي هذا القرار على مخاطر كبيرة على ألمانيا وأوروبا، وفي مقدمتها الارتفاع الملحوظ في أسعار مشتقات الطاقة في غضون أيام قليلة، وهذا ما قد يجعل زيت التدفئة والوقود أكثر تكلفة.
إلى ذلك، فإن مقاطعة النفط الروسي من قبل باقي دول الاتحاد الأوروبي ستطاول في المقام الأول دولا مثل المجر وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، لأنها تعتمد بشكل كامل على إمدادات الطاقة من روسيا، ولا توجد لديها مرافئ بحرية يمكن أن تستوعب النفط من دول أخرى.
بخصوص ألمانيا، أوردت شبكة التحرير الألمانية، مساء الجمعة، أن برلين تريد أن تصبح مستقلة تماما عن إمدادات النفط الروسي اعتبارا من الأول من يناير/ كانون الثاني العام المقبل، والمصافي الموجودة في غرب البلاد يجرى تزويدها بمشتقات الطاقة عبر الموانئ الهولندية والبلجيكية، ولفتت إلى أن مصفاة ليونا، المملوكة من الشركة الفرنسية توتال، تحولت بالفعل إلى النفط الذي يصل من بلدان أخرى ويُضخ عبر خط أنابيب من روستوك.
لكن المشكلة الأكثر تعقيدا تبقى مع مصفاة شفيدت، التي كانت تُزوّد سابقا عبر خط أنابيب النفط الروسي دروجبا، ولا تكفي قدرة خط روستوك لتستفيد منها المرافق الموجودة في ولاية برندبورغ الواقعة شرقي البلاد.
وعن البديل عن هذا الخط، ذكرت الشبكة الإخبارية أنه يمكن أن تأتي المواد الخام عبر خط أنابيب من دنسيك، حيث تتفاوض الحكومة الفيدرالية الألمانية مع الجانب البولندي على عمليات التسليم منذ أشهر، ووفقا للمعلومات، فان الاتفاق بين البلدين بات وشيكاً.
وفي خضم ذلك، برزت العديد من التحذيرات من حصول اختناقات في إمدادات الوقود لأجزاء كبيرة من شرق ألمانيا، والتي كانت تغطيها مصفاة شفيدت، حيث إن الأخيرة بحاجة إلى النفط الخام المشابه للنفط الروسي الذي يعتمد على نسبة عالية من الكبريت.
وفي الإطار، حذر السياسي المنتمي إلى حزب اليسار، سورين بيلمان، من حصول زيادات هائلة في أسعار الوقود في شرق ألمانيا. أما الباحث الاقتصادي الألماني ينس سودكوم، فاعتبر أن الوضع ضاغط ومن الصعب التغاضي عن الصعوبات، وعلى المدى الطويل وبعد دخول الحظر على الديزل من روسيا اعتبارا من فبراير/ شباط 2023 حيز التنفيذ، ستكون لذلك تأثيرات كبيرة، لأن أوروبا لا تزال تعتمد وبشكل كبير على إمدادات مشتقات الطاقة من موسكو.
ومن ناحية أخرى، ترى حكومة ولاية برندبورغ أن الاحتمالات كبيرة بأن يجرى تأمين الإمدادات بأريحية، لا سيما أنه وُضعت بالفعل خطط طوارئ خلال الأشهر الماضية، من بينها نقل الوقود بواسطة قطارات سكك الحديد من الغرب إلى شرق البلاد.