تشتد المنافسة بين مستوردي النفط الآسيويين والأوروبيين، ما يدفع أسعار الخام إلى موجة صعود جديدة، بينما زاد بنحو 60% منذ بداية العام الجاري، مدفوعاً بتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا المستمرة منذ نهاية فبراير/شباط الماضي والعقوبات الغربية الواسعة ضد موسكو.
يخطط بعض مشتري النفط الآسيويين لطلب استيراد مزيد من الخام السعودي، حتى بعدما رفعت أكبر دولة مُصدرة في العالم الأسعار بأكثر مما هو متوقع للمنطقة أخيراً، إذ تعتزم شركتا تكرير على الأقل طلب أحجام أكبر للواردات التي سيتم تحميلها في يوليو/تموز المقبل، وفقاً لتأكيد مسؤولين من الشركتين، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية، أمس الاثنين.
وفي أنحاء متفرقة من آسيا، من المتوقع حصول أغلب المتعاقدين لآجال طويلة مع السعودية على الإمدادات الكاملة المنصوص عليها في عقودهم، في ظل زيادة أرباح التكرير، حسبما قال متداولون، مضيفين أن أسعار البراميل الوافدة من مناطق أخرى مثل الولايات المتحدة وغرب أفريقيا ارتفعت كذلك.
سيحظى النفط الخام السعودي بشعبية كبيرة بصفة خاصة بين شركات التكرير الآسيوية في دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية، التي تتجنب استيراد النفط الروسي عقب غزو أوكرانيا. بينما ما تزال الهند والصين على استعداد لشراء النفط من موسكو.
ومن المتوقع زيادة الطلب الآسيوي على النفط مع خروج الصين الحذر من القيود المطولة المرتبطة بمواجهة فيروس كورونا، التي كبحت استهلاك البلاد على مدار الأشهر الأخيرة.
كما يتطلع المشترون الأوروبيون إلى الشرق الأوسط كذلك من أجل الحصول على إمدادات إضافية في ظل تجنبهم للخام الروسي، مما يؤدي إلى احتدام المنافسة حيال الطلب على الخام من منطقة الخليج العربي.
وتدفع مستويات الأسعار المرتفعة بالنسبة للنفط الوارد من الولايات المتحدة وأفريقيا نحو توجه الدول الآسيوية إلى النفط الخليجي بشكل أكبر في الفترة المقبلة. ووفقاً لمتداولين، كانت عروض أسعار صادرات خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى آسيا في سبتمبر/أيلول المقبل أعلى بنحو 4 دولارات للبرميل، مقارنة بخام مربان ذي الجودة المماثلة من أبوظبي.
وأشاروا إلى أن الصين قد تفكر أيضاً في زيادة واردات النفط من الخليج العربي، لأن الخام المستورد من غرب أفريقيا بات سعره أعلى.
وأمس الاثنين، جرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بالقرب من 120 دولاراً للبرميل، بعد أن ارتفع في وقت سابق إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر تقريباً، بحسب بلومبيرغ. كما لامس خام برنت تسليم أغسطس/آب مستوى 121 دولاراً للبرميل في بورصة أوروبا للعقود الآجلة.
وقال تشين شو شيان، المحلل لدى شركة سيندا للأوراق المالية في شنغهاي، لوكالة بلومبيرغ: "لقد وصل موسم ذروة الطلب، حيث إن فترة القيادة الصيفية في الولايات المتحدة وأوروبا ستدعم زيادة الاستهلاك، في حين أن طلب الصين سيتعافى مع تخفيف قيود فيروس كورونا".
وارتفع النفط بنسبة 60% تقريباً منذ بداية عام 2022، حيث تزامن انتعاش الطلب من الاقتصادات التي تتعافى من وباء كورونا مع تشديد السوق بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أدى إلى زيادة التضخم، وارتفاع تكلفة المواد الغذائية والوقود.