من هي كلوديا غولدن الفائزة بجائزة نوبل للاقتصاد 2023 وماذا عن الفائزين في السنوات العشر الأخيرة؟
فازت المؤرخة الاقتصادية البروفسورة الأميركية كلوديا غولدن Claudia Goldin من جامعة "هارفارد"، بجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2023 عن عملها حول "مكان المرأة في القوى العاملة"، وتحديداً دراسة تتعلق بتفاوت الأجور بين الرجال والنساء.
وتم الإعلان عن فوز غولدن البالغة من العمر 77 عاماً بالجائزة خلال مؤتمر صحافي عُقد اليوم الاثنين، في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم بالعاصمة استوكهولم.
ومُنحت الجائزة لغولدن على خلفية كشفها عن التأثيرات الرئيسية للفروق بين الجنسين في سوق العمل، وقيامها بأول دراسة شاملة عن وضع دخل المرأة ومشاركتها في سوق العمل منذ قرون.
وتُمنح جوائز مؤسسة نوبل التي أنشئت في 9 يونيو/حزيران لعام 1900، تنفيذاً لوصية السويدي ألفريد نوبل، لمن يقدمون خدمات للإنسانية.
وهذه الجائزة المرموقة هي الأخيرة من مجموعة جوائز نوبل لهذا العام، وتبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية (999 ألفاً و137 دولاراً). (الدولار= 11.0095 كرونة سويدية).
وقالت الأكاديمية في بيان "الحائزة على الجائزة في العلوم الاقتصادية هذا العام، كلوديا غولدن، قدمت أول دراسة شاملة لدخل المرأة ومشاركتها في سوق العمل عبر قرون"، مضيفة: "يكشف بحثها أسباب التغيير، فضلا عن المصادر الرئيسية للفجوة المتبقية بين الجنسين".
وغولدن التي أصبحت في العام 1990 أول امرأة تعمل في قسم الاقتصاد لدى جامعة "هارفارد"، هي ثالث امرأة تفوز بجائزة نوبل في الاقتصاد من بين 92 عالماً حصلوا عليها فعلاً.
الأمين العام للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم هانس إيليغرين يقول عن غولدن: "كانت متفاجئة وسعيدة للغاية".
من جهته، قال رئيس لجنة جائزة العلوم الاقتصادية جاكوب سفينسون إن "فهم دور المرأة في سوق العمل أمر مهم للمجتمع. بفضل البحث الرائد الذي أجرته كلوديا غولدن، أصبحنا نعرف الآن الكثير عن العوامل الأساسية والعوائق التي قد نحتاج إلى معالجتها في المستقبل".
وأوضحت عضو في لجنة نوبل راندي هيالمارسون أن "كلوديا غولدن بحثت في الأرشيف، وجمعت بيانات عن الولايات المتحدة ممتدة على أكثر من مئتي عام، ما سمح لها بإظهار كيف ولماذا تطورت الاختلافات في معدلات الدخل والتوظيف بين الرجال والنساء مع مرور الوقت".
وكان كتاب غولدن الصادر عام 1990 بعنوان "فهم الفجوة بين الجنسين: التاريخ الاقتصادي للأميركيات" بمثابة دراسة مؤثرة بشكل هائل لفهم جذور التفاوت في الأجور.
وأجرت غولدن دراسات على تأثير حبوب منع الحمل على الحياة المهنية للمرأة وقرارات الزواج، وألقاب النساء بعد الزواج كمؤشر اجتماعي، والأسباب التي تجعل النساء الآن يشكلن غالبية الطلاب الجامعيين.
ويأتي الإعلان عن الفائزة بجائزة نوبل في الاقتصاد بعد منح جوائز الطب والفيزياء والكيمياء والأدب والسلام، والتي أعلنت الأسبوع الماضي.
وأسس البنك المركزي السويدي جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1968، وتعرف رسمياً باسم "جائزة بنك السويد في العلوم الاقتصادية على ذكرى ألفريد نوبل".
وفاز بالجائزة العام الماضي الحاكم السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بن برنانكي، ودوغلاس دبليو دايموند، وفيليب ديبفيغ، لأبحاثهم حول فشل المصارف التي ساعدت في تشكيل استجابة الولايات المتحدة للأزمة المالية العالمية في الفترة بين عامي 2007-2008.
وقالت اللجنة "لقد منحَنا البحث الذي أجرته كلوديا غولدن رؤية جديدة ومدهشة في كثير من الأحيان حول الدور التاريخي والمعاصر للمرأة في سوق العمل".
في العام الماضي، مُنحت جائزة نوبل الاقتصاد إلى بن برنانكي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأميركي (الاحتياطي الفدرالي) ومواطنَيه دوغلاس دايموند وفيليب ديبفيغ، لعملهم في البنوك وعمليات الإنقاذ الضرورية التي قاموا بها أثناء الأزمات المالية.
وأُضيفت جائزة الاقتصاد "تخليداً لذكرى ألفريد نوبل" وأنشأها بنك السويد في عام 1969، وجعلها من الجوائز التقليدية الخمس (في فئات الطب والفيزياء والكيمياء والآداب والسلام)، بعد أكثر من ستين عاماً على بدء منح الجوائز الأخرى، ما دفع بمنتقدي هذه المكافأة إلى وصفها بـ"نوبل المزيفة".
الفائزون بجائزة "نوبل" للاقتصاد في 10 سنوات
وفي ما يأتي لائحة بأسماء الفائزين في السنوات العشر الأخيرة بجائزة نوبل للاقتصاد التي مُنحت الاثنين في استوكهولم في ختام موسم جوائز نوبل 2023:
2023
كلوديا غولدن (الولايات المتحدة)، عن أعمالها حول مكانة المرأة في سوق العمل.
2022
بن برنانكي (الولايات المتحدة) ودوغلاس دايموند (الولايات المتحدة) وفيليب ديبفيغ (الولايات المتحدة)، عن أعمالهم بشأن الأزمات المالية والمصارف.
2021
ديفيد كارد (كندا) وجوشوا انغريست (الولايات المتحدة) وغيدو إمبنس (هولندا/الولايات المتحدة)، عن أعمالهم التي أتاحت توسيع المعارف بشأن مجالات عدة بينها سوق العمل والهجرة والتعليم.
2020
بول ميلغروم (الولايات المتحدة) وروبرت ويلسون (الولايات المتحدة)، تقديراً لـ"تحسينهما نظرية المزادات واختراع أطر جديدة للمزادات".
2019
أبهجيت بانيرجي (الولايات المتحدة) وإستر دوفلو (فرنسا/الولايات المتحدة) ومايكل كريمر (الولايات المتحدة)، عن أعمالهم لتقليص الفقر في العالم.
2018
وليام نوردهاوس وبول رومر (الولايات المتحدة)، عن أعمالهما في دمج الابتكار والتغير المناخي بالنمو الاقتصادي.
2017
ريتشارد ثالر (الولايات المتحدة)، عن أعماله حول الاقتصاد السلوكي، خصوصاً الآليات النفسية والاجتماعية التي تؤثر في قرارات المستهلكين أو المستثمرين.
2016
أوليفر هارت (بريطانيا/الولايات المتحدة) وبنغت هولستروم (فنلندا)، صاحبا نظرية العقد.
2015
آنغس ديتون (بريطانيا/الولايات المتحدة)، تقديراً لأبحاثه عن الاستهلاك والفقر والرفاهية.
2014
جان تيرول (فرنسا)، تقديراً لـ"تحليله قوة السوق وتنظيمها".
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، الأناضول)