على وقع موجة إضرابات واحتجاجات معيشية متواصلة احتجاجا على الغلاء وجموح التضخم في المملكة المتحدة، حقق الاقتصاد البريطاني نموا ضعيفا في يناير/كانون الثاني، بنسبة بلغت 0.3% على أساس شهري، حسبما أظهرت بيانات رسمية اليوم الجمعة، علما أن استطلاعا أجرته وكالة "رويترز" لخبراء اقتصاديين كان قد أشار إلى نمو أقل تبلغ نسبته 0.1%.
وفي جديد التحركات الاحتجاجية على تردي الأوضاع الحياتية على كافة الصعد، يستعد الأطباء المبتدئون في بريطانيا للإضراب بسبب ارتفاع الأسعار مقابل قلة الأجور والديون الطلابية المرهقة.
بوه وانغ له من العمر 28 عاما، سئم من حكومة يقول إنها لا تهتم، وهو يخطط للدخول في إضراب مع عشرات الآلاف من الأطباء المبتدئين الأسبوع المقبل، قائلا إنه يعمل فوق طاقته ويتقاضى أجرا زهيدا فيما أثقل كاهله قرض طالب لا يتخيل سداده.
ويقول الشاب إن تدهور الأوضاع دفعه وزملاءه إلى حافة الهاوية بعدما تكشّف له أن زيادات الأجور تأتي بمستويات تقل عن التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، متسائلا كيف يمكنه سداد أكثر من 85 ألف جنيه إسترليني (101 ألف دولار). (الدولار= 0.846 جنيه).
علاوة على ذلك، فإن عضو مجلس الجمعية الطبية البريطانية (BMA) التي تمثل الأطباء وطلاب الطب، لا يزال غاضبا من إدارة مرحلة وباء كورونا، عندما شعر بالعجز عن التعامل مع زحف المرضى الذين وصلوا إلى المستشفى بأعداد هائلة، حاملين معهم أعراض كوفيد-19، مشيرا إلى أن عروض الدعم العلنية الكلامية من المسؤولين لا تدفع الفواتير.
وقرر وانغ الانضمام إلى الأطباء المبتدئين في جميع أنحاء إنكلترا والذين سيضربون عن العمل يوم الإثنين المقبل الواقع فيه 13 مارس/آذار الجاري، ولمدة 3 أيام، احتجاجا على الأجور والإرهاق الذي ينذر بإخراج الموظفين من الخدمة الصحية بينما يتعامل مع قوائم انتظار المرضى التي سجلت أرقاما قياسية.
والأطباء المبتدئون هم أطباء مؤهلون وغالبا ما تكون لديهم عدة سنوات من الخبرة، لكنهم يعملون تحت إشراف كبار الأطباء ويمثلون جزءا كبيرا من المجتمع الطبي في البلاد.
يتقاضى وانغ نحو 40 ألف جنيه سنويا مقابل 40 ساعة في الأسبوع، ويعمل ساعات إضافية يمكن أن تصل إلى نحو 48 ساعة في الأسبوع. ويستأجر غرفة في شقة مشتركة في غرب لندن، وهو خيار يمكن أن يكلف نحو 1000 جنيه إسترليني شهريا.
وتحدث لوكالة "رويترز" عن كفاحه من أجل تدبير أموره المالية الآن، حيث بلغ تضخم أسعار الغذاء 17% في بريطانيا، وهو ما يجعله وزملاءه يشعرون بالمرارة بشكل متزايد بشأن السنوات القليلة الماضية.
وستؤدي إضرابات الأطباء المبتدئين إلى مزيد من الضغط على "خدمة الصحة الوطنية" NHS التي تمولها الدولة والتي تشهد موجات من إضراب الممرضات وعمال الإسعاف وغيرهم من الموظفين.
دانيال زاهدي، 27 عاما، طبيب مبتدئ آخر يخطط للدخول في إضراب يوم الإثنين. ويصف مستشفاه في كامبريدج بشرق إنكلترا بأنه تعاني من نقص مزمن في الموظفين ويكافح.
وكطبيب في السنة الأولى بعد حصوله على شهادته في الطب، قال زاهدي إنه يحصل على نحو 29 ألف جنيه إسترليني سنويا كأجر أساسي مقابل 40 ساعة عمل في الأسبوع كحد أدنى. وقال إنه عمل نحو 60 ساعة هذا الأسبوع، فيما يبلغ قرض الطالب نحو 100 ألف جنيه.